الخميس، 26 فبراير 2009

ناشروا الهم والغم ..


أدخل على أهل بيت من الجيران ، أو على جمع من الزميلات ، وما ألبث أن أخرج وقد ملأن رأسي هما وغما ...
أدخل عالم الانترنت ولاجد إلا الشاكين والباكين المهمومين...صرت أخجل أن أبتسم وكأنني في مأتم ، فما بالك بأن أضحك ..
كل مغموم ومهموم لا يكفيه أن يغتم لوحده ، بل ينشر همه وغمه من حوله ...وكلما أكثرت من مخالطة هؤلاء ، كلما أصابك نصيب من الهم على قدر هذه المخالطة ..
كانت إحدى جاراتي سابقا وهي من هذه الفئة الشاكية ، ترسل لي أحيانا ولدها ليخبرني أن أحضر حالا، ليس لشرب شاي أو قهوة ، بل لمشاركتها هي وبناتها في حفلة بكائية ...!!! فأذهب لأجدها جالسة وحولها بناتها وقد أحمرت عيونهن وانتفخت من كثرة البكاء، مرة بسبب سوء تفاهم بسيط مع زوجها ، ومرة بسبب عدم استطاعتها السفر لرؤية أبيها المريض وهلم جرا ...
أما إحدى الزميلات ، فصرت أتفاداها فكثيرا ما ينقلب حديث بسيط إلى نواح وبكاء، بسبب تذكرها لقريب مات أو لظروف مرت بها أو ...
أين المتفائلون من الناس، من إذا رأيتهم استبشرت ، لا يشكون ما أصابهم الله به للناس ، من ينظرون للأمور بعين الرضا ، ويرون في المصيبة خيرا مهما بلغت ، المبتسمون في السراء والضراء ، من إذا دخلوا جمعا أدخلوا السرور على أهله ...
هل انقرضوا ؟ أم أنهم انعزلوا حتى لا يصابوا بالعدوى..؟

ياليت همومما وبكاءنا كان على ذنوب اقترفناها ، أو على أحوال أمة نرجو خلاصها، وياليت شكوانا مما أصابنا كانت لله عز وجل وليس لعباده، الذين لا يملكون لبعضهم ضرا ولا نفعا..


أم عبد الرحمان

0 التعليقات:

إرسال تعليق