السبت، 28 فبراير 2009

التفاح من الفواكه الغنية بالمواد الدابغة التي تقي من أمراض القلب والشرايين والسرطان

نتكلم عن التفاح البلدي الموسمي لكي لا ينخدع الناس…

هناك إشاعات كثيرة حول أهمية التفاح الصحية، ومنها المقولة التي يحفظها جل الناس حول أهمية التفاح الطبية وليست الغذائية one apple a day keeps the doctor away، وتعني هذه المقولة: تفاحة في اليوم تبعد عنك الطبيب، وهي إشاعات فيها شيء من الحقيقة فقط، وليس كما يظن الناس، لأن العلوم ولو أنها أصبحت خاضعة للتجارة والإشهار، فهناك من لا يخرج عن الحقيقة العلمية، ولا يتأثر بالإشهار الذي أشهر منتجات قليلة الأهمية كالإسبانخ، وأخفى منتجات كبيرة الأهمية كالصبار أو التين الهندي. والتفاح فاكهة عادية تحتوي على ألياف خشبية بنسبة مرتفعة، وعلى سكر الفروكتوز وبعض الفلافونويدات والفايتمينات والأملاح المعدنية. والتفاح البلدي الموسمي يحتوي على كميات هائلة من هذه المركبات ومنها الألياف والفلافونويدات.

وبما أن التفاح يحتوي على الألياف الغذائية الذائبة والغير الذائبة فهو يخفض الكوليستيرول بالدم، وتعمل هذه الألياف بنفس الطريقة التي تعمل بها ألياف الحبوب أو النخالة، من حيث ترتبط بالكوليستيرول في الجهاز الهضمي وتزيله من الجسم، وكذلك الألياف الخشبية الذائبة التي تعمل على خفض الكوليستيرول على مستوى الكبد، ونظرا لأهمية النسبة المرتفعة في التفاح، فإن استهلاك تفاحة واحدة يزود الجسم بنسبة 10 في المائة من الاحتياج اليومي، ويستحسن أن يستهلك التفاح بقشوره، بشرط أن يكون غير معالج بالكبريت، وغير معالج بالمبيدات. ويمكن خفض الكوليستيرول بنسبة 20 بالمائة باستهلاك تفاحتين في اليوم. ويعني خفض الكوليستيرول الوقاية من تصلب الشرايين وأمراض القلب والشرايين بصفة عامة.

ويوجد من ضمن الألياف الخشبية مركب البيكتين الذي له دور ليس في خفض الكوليستيرول فقط، وإنما في امتصاص السموم وإزالتها من الجسم كالرصاص والزئبق وبعض الطوكسينات الأخرى. ولكل من الألياف الذائبة والغير الذائبة دور في الوقاية من الإصابة بالسرطان لخاصيتهما المانعة للإمساك وتسهيل مرور الفضلات بالقولون وهو الحادث الذي لا يترك امتصاص السموم على مستوى القولون والمستقيم.

ويحتوي التفاح علاوة على الألياف الخشبية من النوعين على المواد الدابغة أو الفلافونويدات، وهي المركبات التي تعطي اللون الأحمر للتفاح، أو تغير اللون لما يقطع التفاح، وتشمل كذلك البوليفينولات. وهذه المركبات هي التي تحفظ من أمراض القلب والشرايين، وتعطي للتفاح خاصيته الطبية الغذائية. ونعلم أن لكل مادة غذائية نباتية نوع خاص من الفلافونويدات والبوليفينولات، وأن استهلاك أنواع مختلفة على مدار السنة يعطي نتيجة أحسن. ومن الفلافونويدات التي يحتوي علها التفاح نجد الكويرستين كما تقدم، ومكون الكاتشين والفلوريدزين وحمض الكلورجينك وكلها مضادات قوية للتأكسد.

ويعتبر التفاح والبصل الأحمر من المواد النباتية التي تحتوي على نسبة عالية من الكويرستين. وبذلك فإن استهلاك التفاح كفاكهة مع تناول البصل الأحمر على شكل شربة أو عصير، وشرب كوبين من الشاي يعتبر من أساسيات الطب الغذائي للوقاية من أمراض القلب والشرايين، والحد من أثر الجذور الحرة على الخلايا أو الحفظ من السرطان.

ويحتوي التفاح على سكر الفروكتوز الذي لا يحتاج إلى أنسولين، وبوجوده مع نسبة عالية من الألياف الخشبية، فهو يجعل تركيز السكر بالدم ثابتا خصوصا بعد تناول الوجبات. ويقوم التفاح بخفض الحموضة بالبول بإفراز حمض السيتريك، وبذلك يساعد على تفادي تكون مركب اوكسليت الكلسيوم الذي يترسب في الكلية ويكون الحصى.

والتفاح كباقي الفواكه ليس منعشا فقط، وإنما يمتاز على باقي الفواكه بكونه يقي من الأشعة البنفسجية في أشعة الشمس ويحفظ من الحروق، ولذلك يتزامن موسم التفاح والفواكه الملونه مع حلول فصل الصيف، وكذلك بعض الخضر الغنية بالبوليفينولات كاليقطين. ونعود لنؤكد على استهلاك المنتجات النباتية في موسمها، لأن الله خلقها في وقت معين لتنفع الناس، فليس هناك شيء مخلوق بدون تقدير كما قال سبحانه في سورة القمر: إنا كل شيء خلقناه بقدر. وكل الفواكه الصيفية فواكه ملونة ومنها المشمش والكرز وفاكهة الصبار والتفاح والعنب الأحمر والتين الأسود، وكثير من المنتجات التي تقي الجسم من الاجتفاف، لأنها تحتوي على الماء وتقي من الحروق الشمسية. ولذلك فالذين يأخذون معهم لحوم لما يخرجون إلى البحر أو إلى الجبال، لا يحسنون التعامل مع الطقس. وإنما يجب أن يحملوا معهم فواكه ملونة وخضر مطهية وعصير الخضر أو الفواكه، ويتجنبوا الزيوت واللحوم.

وقشور التفاح تحتوي على جل كمية الكويرستين والألياف الخشبية، وهو ما كان الناس يستفيدون منه، لكن مع استعمال المبيدات أصبح من الصعب أن ننصح باستهلاك القشور، وعموما إذا كان التفاح طبيعي ولم يستعمل أي مبيد أو مواد كيماوية أخرى لمعالجته، فاستهلاك القشور والنوى الداخلية يكون نافعا أكثر من اللب، وربما يستعمل التفاح للعلاج لكن مع حمية مدققة ومواد أخرى تصحب استهلاك التفاح، ولا يمكن أن يلجأ الناس إلى التفاح ليشفيهم من الأمراض التي ورد ذكرها. لكن قد يكون التفاح من بين الأشياء التي تساعد على تخفيف هذه الأمراض.

www.mfaid.com

0 التعليقات:

إرسال تعليق