الأربعاء، 25 فبراير 2009

فتاة المدينة بين الأمس واليوم


كلما زرت المدينة أحزن لما آلت إليه أوضاعها وأوضاع أهلها ، فإذا كان التلوث البيئي أول ما يلفت انتباه الزائر ،فهناك تلوث قيمي أراه أخطر من الأول هذا التلوث أفرز شبابا منحرفا و فتيات لم نكن نعرف أمثالهن من قبل ..

لم تعدعينة من فتيات المدينة اليوم تحمل من صفات الفتاة إلا الإسم والشكل، أما خلق الحياء الذي كان يميز فتيات الأمس ، فقد أصبح يختفي يوما بعد يوم ..

ومن المظاهر التي أصبحت مألوفة في المدينة بعد أن كانت مستقبحة، خروج الفتيات والنساء للمهرجانات الليلية ،والتي كانت تقتصر في السابق على الفتيان فقط ، وأيضا بدأت ألاحظ في بعض الأحياء جلوس الفتيات مع بعضهن، أو مع فتيان الحي في الأزقة إلى ساعات متأخرة من الليل، وتحت سمع ونظر أولياء أمورهن ..!!

ومن المظاهر التي بدأت تنتشر في المدينة أيضا ، ظاهرة التشرد في صفوف الفتيات والنساء والتي لم نكن نعرفها من قبل ،إذ كان التشرد مقتصرا على الرجال فقط ، واليوم لا تستغرب إن رأيت فتاة أو امرأة بزي متسخ وهي تشم كيسا بلاستيكيا وتلاحق المارة علها تحصل على بعض الدريهمات ...

أما فتيات المقاهي فحدث ولا حرج ،فلم يعد ولوج المقهى للتسكع فيه عيبا فقد تلتقي الفتيات في المقاهي من أجل المذاكرة مثلا ..!!!
بل حتي حمل السجائر علنا أصبح أمرا عاديا داخل المقاهي وخارجها وخصوصا في أحياء معينة..

استغربت أيضا عندما لمحت قبل سنتين حارسة للدراجات ، وهي تضع سيجارة في فمها وتلبس زيا يلبسه الرجال ، فحتى هذا المجال الذي كان مقتصرا على الرجال اقتحمته المرأة فياله من انجاز عظيم ..!!

هذا ما يظهر للناظر عند تجوله في أرجاء المدينة نهارا ،وما خفي ليلا كان أعظم ..
ليس غريبا ما آل إليه وضع المرأة في المدينة فنحن نجني ثمرة تقليدنا للغرب...

رحم الله زمانا كانت فيه المرأة أمرأة ،بكل ما تحمله الكلمة من معنى ..

أم عبد الرحمان

0 التعليقات:

إرسال تعليق