الثلاثاء، 17 فبراير 2009

أكثر من أغبطهن من النساء...



كثيرا ما أسمع شكاوى ربات البيوت من عدم تمكنهن من الحصول على كل ما يشتهينه ، وكثيرا ما سمعتهن وهن يغبطننا نحن النساء العاملات على ما حبانا الله به من نعم أهمها المال الوفير بين أيدينا ، والذي يمكننا من الحصول على ما تشتهيه أنفسنا ...
أنا اليوم سأسمعك ياربة البيت بعضا أنّاتِنا نحن الأمهات العاملات، علك ترجعين إلى رشدك وترضين بما قسم الله لكِ..

أستيقظ باكرا لأخرج للعمل في فصل الشتاء القارس ،و أنت تنعمين بالمكوث في بيتك الدافئ ، ولا يهمك إلا إيقاظ أبنائك وإرسالهم لمدارسهم ...
أخرج في ظهيرة فصل الصيف والجو حر لا يطاق ، وتنعمين أنت بظل بيتك ، ولا تخرجين -إن شئت - إلا عندما تخف وطأة الحر ..
يعود زوجي من العمل، وأبنائي من المدرسة ،ولا يجدونني غالبا في استقبالهم ، أما أنتِ ، فيعود أبناؤك وزوجك ليجدوك قد هيأتِ لهم ما تشتهي أنفسهم ..
أعود من العمل وقد أنهكني ، لأجد أمامي أعمالا أخرى لا تنتهي ، أما أنت فتوزعين وقتك بين العمل والراحة...
لا أجد وقتا لممارسة هواية أحبها ، أما أنت فتستفيدين من أوقات فراغك - إن شئت - ..
العطلة الاسبوعية عندي عمل إضافي ، وفرصة لتدارك ما فات ،وعطلة أبنائك عندك فرصة للترويح عن النفس رفقة أسرتك..
كثيرا ما كنت أترك أحد أبنائي وهو رضيع مريضاً رفقة الخادمة، أما أنتِ فقد تلغين بعضا من أعمالك، أو مواعيدك لتراعي ابنك المريض..
أترك طفلي رضيعا تحت رحمة مزاج الخادمة ،وكثيرا ما كنت أجده عاري الساقين أو حافي القدمين في عز الشتاء ،وأنتِ تراعين صغيرك إلى ان يكبر ...
لا انسى أبدا نظرات الحزن في عيون أبنائي وهم صغار عندما أضطر لمغادرة البيت للعمل ..
لا أنسى أبدا تشبث ابنتي بتلابيبي وتعلقها بي عندما كنت أحضر لزيارتها عند أمي، ولا أستطيع الفكاك منها إلا إذا نامت،فأسافر عائدة إلى مقر عملي وقد تركت قطعة من كبدي ..
علي أن أؤدي عملي مثل الرجل تماما، كيف ما كانت ظروفي ، أما أنت فتراعى ظروفكِ من المحيطين بك ..
المال الذي أجنيه وأنا خارج بيتي ، تستطيعين توفيره بحسن تدبيرك، وإدارتك لبيتك ،دون أن يحرم منك لا بيتك ولا أولادك ..
جزء كبير من أموالنا نحن الموظفات ننفقنه في التنقل وأجرة الخادمات، وشراء أشياء قد تحضرينها أنت بنفسك ،داخل بيتك ..
هذه عينة بسيطة مما نعانيه نحن الموظفات ، ولو سألت كل واحدة منا لذكرت لك من أنواع المعاناة أشكالا وألوانا ....
إعلمي أختي أنك في نعيم،ولا يحس بالنعمة إلا من فقدها،و لا أخفيك أني لو استدبرت من أمري ما استقبلت لما اخترت أن أكون إلا ...


ربة بيت...



أم عبد الرحمان

0 التعليقات:

إرسال تعليق