الأربعاء، 25 فبراير 2009

لا تقنطوا من رحمة الله


بعد أن كانت امرأة مليئة بالحيوية والنشاط , تعرضت لحادث بسيط غير مجرى حياتها ,فقد أجريت لهاعملية كان من المفروض أن تنجح لبساطتها , لكن خطأ طبيا أثناء العملية أدى الى إعاقة المرأة لتظل طريحة الفراش لا تستطيع مجرد الجلوس ...

تخلى عنها زوجها , وتنكر لها المستشفى الذي أجرت فيه العملية , ولم تجد أمامها إلا دارا للعجزة حيث كانت تجد الرعاية ,أما أختها وهي أقرب الناس إليها في المدينة فلم تستطع ايواءها بسبب قلة ذات اليد ...
كنا نزورها أنا وأمي كلما سنحت لنا الفرصة , وكانت تستقبلنا بابتسامة عريضة, وكثيرا ما كنا نجدها منهمكة في عمل من الأعمال اليدوية ; والتي كانت توفر لها مدخولا بسيطا تستعين به على قضاء بعض الحاجيات , كانت أيضا تكرم زوارها , وتعد لهم الشاي بنفسها وقد يتساءل البعض كيف تعد الشاي وهي ملقاة على السرير ؟؟
لقد وضعت كل ما يلزمها من أواني وغيرها تحت السرير, وما كان عليها إلا أن تميل على أحد جانبيها لتخرج ما يلزمها كموقد الغاز وأواني إعداد الشاي , كانت أيضا تحكي لنا قصصا تدمي القلب عن نزيلات الدار العجزة واللواتي ربطت معهن علاقات طيبة ...
كل من زارها ينسى إعاقتها, ربما بسبب ابتسامتها وتهلل وجهها للضيوف , وحسن تكيفها مع وضعها ... لم تيأس يوما من إمكانية أن تمشي على قدميها من جديد , رغم مرور أزيد من أربعة عشر عاما , وقد طمأنها أحد الأطباء الى إمكانية ذلك بواسطة عملية جراحية لكن مع الأسف مكلفة ....
نصحها معارفها بوضع إعلانات في الجرائد ,علها تجد محسنا يتكفل بمصاريف العملية, وفعلا جاء الفرج , وأجريت لها العملية بنجاح , وأصبحت تمشي على قدميها من جديد بعد سلسلة من حصص الترويض, ثم غادرت دار العجزة لتستقر عند أختها , وحصلت على عمل في إحدى الشركات لتعيل نفسها , بعد أن ظننا أنها ستنهي بقية حياتها على السرير..

أم عبد الرحمان

0 التعليقات:

إرسال تعليق