الخميس، 9 أبريل 2009

كيف تعرف أنك في الاتجاه الصحيح..

"حينما يأتي اليوم الذي لا تواجه فيه مشكلات، يجب أن تتأكد أنك تسير في الاتجاه الخاطئ"
سوامي فيفيكانادا

مع الأمانة...(5) الإسلام دين الأمانة

هذا الموضع هو الخامس من سلسلة المواضيع عن الأمانة، وهو عبارة عن درس من الدروس الحسنية الرمضانية ألقاه الأستاذ داود كريل، أستاذ بجامعة إكس أون بوفنس، بتاريخ 17 رمضان 1424هـ الموافق لــ 12 نونبر 2003م، وهو بعنوان:
الإسلام دين الأمانة
لتحميل الدرس وهوبصيغة pdf اضغط هنا

أنا والخجل ..


نشأت في بيئة محافظة جدا، وكان والدي غير مقتنع جدا بمسألة تعليم البنات، كان غرضه من إدخالي المدرسة هو أن أنال حظا بسيطا من التعليم على أن أغادر المدرسة عند أول تعثر..
أذكر أنني كنت في الفصل أخجل كثيرا من المعلمين وأتوارى دائما ولم أكن أشارك بالطريقة الحماسية التي يشارك بها التلاميذ الشيء الذي يجعل أساتذتي لا ينتبهون لوجودي إلا عند اول فرض كتابي..
أذكر مرة أنني ذهبت للمؤسسة لقضاء مصلحة إدارية، فوجدت بالباب جمهورا من التلاميذ الذكور فأحجمت عن قضاء هذه المصلحة خجلا منهم، فلما عدت أخبرت والدي أنني لم أجرؤ على اقتحام الجمع الكبير من الذكور، ظنا مني أنه سوف يقوم بالأمر مكاني وأنه سوف يعذرني، لكنه نهرني بشدة رحمه الله قائلا: وماذا في ذلك، ادخلي بينهم واقضي مصلحتك هل كانوا سيأكلونك..؟
شاء الله بعد ذلك ان أدرس في الثانوي في قسم مختلط فزاد ذلك من احساسي بالخجل وخصوصا في السنة الأولى، ثم بدأت أتعود مع الوقت وقد كنت في الجامعة أحيانا الطالبة الوحيدة بين الذكور في أقسام الأعمال التطبيقية، أما اليوم فأنا أستاذة وحيدة بين أساتذة علوم الفيزياء والكيمياء...!!
كل هذا أكسبني خبرة لا بأس بها في التعامل مع الخجل، فالكثيرون يخلطون بين الحياء والخجل، والحياء من الدين وهو خلق النبي صلى الله عليه وسلم وتعريفه " انقباض يجده الإنسان في نفسه يحمله على عدم ملابسة ما يعاب به ويستقبح منه، ونقيضه التصلف في الأمور وعدم المبالاة بما يُستقبح ويُعاب" أما الخجل فهو سلوك يصاحب البعض في سنوات الطفولة الأولى والمراهقة، ومع الوقت يختفي تدريجيا أو يتفاقم، وذلك حسب الظروف وطريقة التنشئة التي يعتمدها الأبوان...
وهذا ما انتبه له والدي رحمه الله حين زجرني على عدم قضائي لمصلحتي بسبب خجلي..

(*)فيض القدير للمناوي


أم عبد الرحمان

الأربعاء، 8 أبريل 2009

من وصايا الجدّات


أجدني اليوم بعد أن فقدت جدتَيَّ وكأني افتقدت كنزا ثمينا لم أكن أعلم قيمته علمي بها اليوم..
فمن الأمثال المتداولة بين النساء الأمازيغيات، والذي كانت تردده جدتي رحمها الله في عدة مناسبات، مثل يقول ما معناه "المرأة اللبيبة لا تذكر للنساء محاسن زوجها أو رحاها"
وقد يستغرب المرء من ذكر الرحى والزوج فما العلاقة بينهما؟
إن أكثر ما يروج من أحاديث بين النساء يكون حول البيت والزوج والأولاد، والمتاعب اليومية المتعلقة بهم، وقد يجرّ إحداهن الكلام للافتخار مثلا بمزايا زوجها، أو الافتخار بامتلاك ما لا تمتلكه أخريات من أثاث وغيره..
وما ذِكر الرحى في المثل إلا لكونه كان من الأدوات المنزلية المستخدمة بشكل يومي، وكان من الصعب على النساء آنذاك حيازة رحىً بدون عيوب، فكنّ كثيرا ما يشتكين لبعضهن من عسر استخدامه..
خلاصة القول وحتى لا أخرج عن موضوع المثل، أن الكلام والثرثرة عن مزايا الزوج وبشكل يومي قد يُطمع فيه بعضهن، وستجد الزوجة نفسها ضرّة في أحسن الحالات، وهذا ما لا ترضاه أغلب النساء، أما إن هي ذكرت مزايا رحاها فسوف تنهال عليها الطلبات لإستعارته، لتجد نفسها يوما بدون رحىً فإما ان يُعْطَب وإما أن يختفي في بيت من بيوت الجارات..
هكذا كانت النساء يعلّمن بناتهن المحافظة على بيوتهن، وقد قالها قبل ذلك رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم:
فعن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود" رواه الطبراني

أم عبد الرحمان

الأحد، 5 أبريل 2009

اللهم أعط منفقا خلفا


كثيرا ما كانت جدتي رحمها الله تصورالرزق والإنفاق بطريقة جميلة فكانت تقول: "الأرزاق ثلاثة، واحد في الكف وآخر على الكتف وآخر في السماء، فإذا أنفقتَ ما في كفّك نزل إليها رزق الكتف، ثم ينزل رزق السماء على الكتف، أما إن أمسكتَ ما في كفّك فإنك تحبس بذلك رزق السماء"
هذه الصورة تذكّر بحديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه: {ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً ويقول الآخر اللهم أعط ممسكاً تلفاً} [متفق عليه].
لم تكن جدتي تحفظ الأحاديث، ولم تكن تفهم منها شيئا، لكن احتكاكها في زمن شبابها بوسط عرف بحبه للعلم والعلماء جعلها تستفتي من تعرفهم من العلماء في أمور الدين، ولا أظن هذه الصورة التي كانت تحكيها إلا من التفسيرات السائدة آنذاك..
لم تكن تروي ما ذكرتُه فحسب، بل كانت تطبق ما فهمَتْه عن الإنفاق وبدون تردد، وكانت جاراتها وصويحباتها يعرفن ذلك... فيكفي مثلا أن تُظْهر إحداهن إعجابها بثوب من ثيابها أو خاتم لتجيبها على الفور: هل أعجبك؟ أناشدك الله أن تأخذيه..وكلما لامها أبناؤها على ذلك كانت تقول: "ما أنفقت شيئا إلا عوضني الله خيرا منه.."
عندما توفيت رحمها الله، فتح أبناؤها صندوقها الخشبي العتيق فلم يجدوا فيه إلا بعض الثياب البالي,، وأشياء أخرى غير ذات قيمة..
أسال الله العلي القدير ان يتقبل منها ومن جميع المنفقين في سبيله من أموالهم وأوقاتهم وجهدهم...

اللهم آمين


أم عبد الرحمان