الأربعاء، 24 يونيو 2009

سفهاء النت...

تناولت في تدوينة سابقا موضوعا عن "متسكعات النت"، وكنت أنوي طرح موضوع مكمل أتناول فيه فئة أخرى من مرتادي الانترنت اخترت ان أسميهم بـ"سفهاء النت"...
والسفه لغة هو الجهل أو الخفة أو الخلق الرديء، والسفيه هو سيء الخلق..
لا أقصد هنا فئة الطلاب والتلاميذ الذين أجد لهم بعض العذرإن هم تصرفوا تصرفات طائشة، إنما أقصد "رجالا" ينشطون في المنتديات ويظهرون بمظهر ذوي الخبرة والرأي السديد، لكنهم في مقابل ذلك لا يتورعون على أن يُظهروا الكثير من الطيش والخفة والنزق...
المنتديات بالنسبة لهم مكان لاصطياد الفرائس، اللبيب بالإشارة يفهم، ينفشون ريشهم ويجوبون المنتدى طولا وعرضا، فهذا يحمل موضوعا، وذاك يحمل رسما، وآخر يناقش مشاكل الفارغين والفارغات، فيبدؤون بالقفز بدون هدف ومن كل جانب، وكل واحد منهم يريد ان يكون الأفضل والأحسن في نظر من وضعها في مخيلته..
لا يهمهم نشر فكر، ولا مناقشة آخر، وأكثر ما يهمهم هو...أنفسهم.
منهم من ينكشف منذ اللحظة الأولى، والأخبث منه من يخفي طيشه، ولا يبديه إلا في اللحظة المناسبة، لحاجة في نفسه..
إن أمثال هؤلاء يقفون حجر عثرة أمام المنتديات الجادة، فهم يميّعون الجِدّ، ويضفون الجدية على الميوعة والانحلال..!!
شياطين والعياذ بالله...!!!
إن تناولي لموضوعين عن هتين الفئتين المفسدتين في الأنترنت، لا يعني عدم وجود فئة أخرى من الجادين نساء ورجالا، لكن الملاحظ هو أنهم قليلو العدد، فهذا العالم اسخدمه هؤلاء أكثر وغفل عنه الآخرون..
ومع ذلك فأنا متفائلة جدا، لأن الزبد يذهب جفاء أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض...

أم عبد الرحمان

الاثنين، 22 يونيو 2009

نبل الشباب

سوداء هي عدساتنا التي نرتديها بإرادتنا حيناً وبإرادة غيرنا أحياناً أخرى؛ لنطل بها على مشهدنا الاجتماعي، فنلتقط بها صوراً عن واقع عناصر مجتمعنا المختلفة؛ لترتسم في أذهاننا صور سوداوية، فنجزم أنها هي واقع الحال، حتى تفشت فينا روح اليأس وانعدام الثقة بأنفسنا وبأفراد مجتمعنا، فلا نسمع إلاّ اللوم والتقريع للجميع من الجميع ولكل شيء، إلاّ أننا عندما نستبدل تلك العدسات الداكنة المستعارة بأخرى صافية شفّافة نذهل مما نرى من صور في غاية الروعة والجمال، وفي قمة المثالية والكمال لكل عنصر من مكونات مجتمعنا، ولست هنا أحيط بها جميعها، لكنني سأرى بعدساتي الصافية فئة واحدة فقط، وعنصراً مهماً جدا ألا وهو عنصر الشباب، الذي تلقّى من الكل اللوم والتقريع -حد الازدراء- حتى ترسّخ اعتقاد أنه جيل عالة على أمته، شاطح بين التطرف اليميني، والتفسخ اليساري.

ولعلي هنا أورد نماذج قليلة على مدى ما يتحلى به شبابنا وشاباتنا من نبل وشهامة تملؤنا فخراً بهم وتغمرنا غبطة وسروراً؛ فقد أثبتوا أن لديهم كل المقومات التي تجعل منهم جيلاً صالحاً ومميزاً، بل لديهم بحكم عصرهم ما يفوق جيل الآباء والأجداد من مهارة وثقافة واطلاع وعلم، ومن تلك النماذج:

شاب أنهى دراسته الجامعية بجامعة طيبة، وسافر لاستراليا لتحضير الماجستير، وهناك وسط كل المغريات والملهيات أثبت أنه من طينة طاهرة، ومن بلد طيبة (مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم). جد واجتهد ونافس طلاب جامعته من كل الجنسيات، ولا يخفى عليكم ما تضمّ جامعات أستراليا بحكم موقعها الجغرافي من طلاب آسيويين عباقرة من الباكستان والهند وبقية دول شرق آسيا، إلاّ أنه -بفضل الله- حصل -وهو الطالب حمدي الرويثي المبتعث من قبل جامعة طيبة للدراسة باستراليا- على عضوية جمعية (Honour Society Golden Key International )، وذلك تقديراً من الجمعية لأدائه الأكاديمي المتميز خلال العام الماضي، لا ينالها إلاّ (أفضل 15% من طلاب نحو 370 جامعة حول العالم) .

وشابان في مقتبل العمر وزهرته يشاهدان أسرة تصارع أمواج السيول العاتية، ليس بينها وبين الغرق ومفارقة الدنيا إلاّ لطف الله بهم ثم شهامتهم وشجاعتهم، فتتزلزل أركانهم، وتثور براكين النبل في عروقهم، فيتقدم أحدهم لسيارة الأسرة وينتشل المرأة من بين براثن السيل الهادر، فيقع بها داخل الأمواج ليتبعه الآخر ثم الآخرون، ويكتب الله لتلك الأسرة النجاة على أيديهم في مشهد أدهش من شاهده، فمن يا ترى دفعهم لركوب المخاطر والمجازفة بأرواحهم والتضحية بأنفسهم في سبيل أسرة لا تمتّ لهم بقربى؟

أليس في شبابنا الخير؟

وهناك شابات مثقفات رأين زحف الإنترنت وطغيان مواقعه على المجتمع فآلين على أنفسهن ألاّ يتركن الساحة مباحة للمواقع التي تهدم ولا تبني، وتفسد ولا تصلح؛ فبنين مواقع نسائية تجد فيها الفتاة ما يشبع رغبتها الثقافية والترفيهية والعلمية، دون أن تتعرض للمغريات والمفسدات أو الاختلاط (الإلكتروني) ـ إن جاز لي التعبير ـ وسهرن على جعل تلك المواقع نقية آمنة تشع بالخير وتضيء بالإصلاح، وتكبدن في سبيل ذلك السهر والمال، و أنفقن جل وقتهن لأجلها. كل ذلك بمبادرات ذاتية نابعة من نبلهن، وثمرة لنبتة الخير فيهن، دون انتظار تقدير أو مكافأة من أحد.

شباب يسارعون للتطوع في الأعمال الخيرية، ويتسابقون لبذل الوقت والجهد في سبيل خدمة المجتمع، وإسعاد الناس على حساب مالهم وصحتهم ووقتهم، وحتى أسرهم، فنرى لجان التنمية الاجتماعية والمستودعات الخيرية وجمعيات خدمة المجتمع المختلفة قائمة على سواعد الشباب المتطوع بإرادته، وبمبادرته الذاتية تملأ النفوس سروراً بشهامة ونبل هؤلاء الخيرين، مؤكدين أن الخير في الشباب إلى يوم القيامة.

وإن عددت النماذج فلن أستطيع ذكرها والإحاطة بها جميعها، لكنها شذرات تشع ضياءً في عتمة المشهد السوداوي الذي غلّفنا به أفقنا، وكبّلنا به شبابنا لنسلبهم خصالاً حميدة تكمن في دواخلهم، ليس عن واقع حكمت به عليهم، بل تعميماً للنماذج السيئة على الجميع، والنظرة السلبية تجاههم.

لذا أدعو إلى تعزيز النماذج المضيئة في شبابنا ونشرها لنحفّزهم على المزيد، ونجذب لهم غيرهم من الذين أسرفوا على أنفسهم، لكي نساهم في رقي مجتمعنا وإصلاح شبابنا.

فلننظر إلى نصف الكأس المليء.

فالخير في شبابنا إلى يوم القيامة.


ياسمين الصالح/الاسلام اليوم

الجمعة، 19 يونيو 2009

تغيير رأي الجاهل..

تغيير الرأي كتغيير الرأس عند الجاهلين المعاندين..
فلا تحاول أن تقنع جاهلا معاندا بتغيير آرائه، فتضيع وقتك وتتلف أعصابك..!!!

الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله

الثلاثاء، 16 يونيو 2009

رأي في النسخ واللصق...

إن مما يعاب على بعض أو جل نشطاء الانترنت هوكثرة النسخ واللصق، ولمجرد النسخ واللصق..!!!
والنسخ في حد ذاته ليسا عيبا ولكن بشروط:
أولها أن يكون الناسخ ملما بما ينسخه..
وثانيها أن يذكر مصدره..
وثالثها أن يكون لما نسخه قيمة علمية أو أدبية...
إن هناك نصوصا تستحق أن تكتب بمداد الذهب، وتستحق أن تنتشر بين الناس لفوائدها العظيمة، وأنا لا أخجل من نسخها ولصقها بل أفخر بذلك، لأني مهما حاولت فلن أصل إلى قوة بيان كاتبيها، ويكفيني أن أمتع نفسي وغيري بقراءتها....

أم عبد الرحمان

الأحد، 14 يونيو 2009

العزة


الكبرياء على العباد صفة رب العباد الذي خلق فسوى، والذي قدر فهدى، والذي إذا ظهر قهر، وإذا تجلى طاشت لأنوار جلاله ألباب البشر:
"فلله الحمد رب السماوات ورب الأرض رب العالمين وله الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم"
سورة الجاثية الآيتان 36-37
وذلة العباد لربهم ذلة بالحق لا بالباطل.فإن الخلق والأمر والغنى والملك له وحده، ومصاير العباد رهن مشيئته وطوع إرادته. وهم إنما يكونون في أزكى أحوالهم ساعة تعنو جباههم لرب العزة في السجود الخاضع الطويل، عندئد يعرفون وضعهم ويلزمون حدهم، ويعطون الخالق الكبير حقه الذي لا مرية فيه ولا عدوان في تقريره...
أما ذلة العبد لعبد مثله فباطل لا ريب، والمتكبر هنا متطاول مبطل يزعم لنفسه ما ليس لها...
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من كان في قلبه مثقال حبة من خرذل من كبر كبّه الله لوجهه في النار"
رواه أحمد
ذلك أن الكبر وصف الله. ولا ينبغي لبشر أن ينازع الله وصفه المستحق له، وتكبر الناس إنما يعني جملة من الخصال الخسيسة، في طليعتها جحد الحق، وجهل الواقع، وسوء العشرة، وتجاوز القدر ، وتحقير الفضل، إلى غير ذلك..
إن اعتزاز المسلم بنفسه ودينه وربه هو كبرياء إيمانه، وكبرياء الإيمان غير كبرياء الطغيان، إنها أنفة المؤمن أن يصغر لسلطان، أو يتضع في مكان، أو يكون ذَنَبا لإنسان. هي كبرياء فيها من التمرد بقدر ما فيها من الإستكانة، وفيها من التعالي بقدر ما فيها من التطامن، فيها الترفع على مغريات الأرض ومزاعم الناس وأباطيل الحياة، وفيها الإنخفاض في خدمة المسلمين والتبسط معهم، واحترام الحق الذي يجمعه بهم...
" من كان يريد العزة فلله العزة جميعا. إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه. والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور"
سورة فاطر الآية 10
العزة والإباء والكرامة من أبرز الخلال التي نادى بها الإسلام، وغرسها في أنحاء المجتمع وتعهد نماءها بما شرع من عقائد وسن من تعاليم، وإليها يشيرعمر بن الخطاب بقوله:"أحب من الرجل إذا سيمَ خطة خسْف أن يقول بملء فيه: لا"
علام يصيح المؤذن خمس مرات كل يوم مناديا بتكبير الله وحده في بداية الأذان ونهايته؟
ولماذا يتكرر هذا التكبير فيكتنف حركات الصلاة كلها من قيام وقعود؟
والعزة حق يقابله واجب، وليس يسوغ لامريء أن يطالب بماله من حق حتى يؤدي ما عليه من واجب، فإذا كلفت بعمل ما فأديته على أصح وجوهه، فلا سبيل لأحد عليك، ولا يستطيع من فوقك ولا من دونك مرتبة أن يعرض لك بلفظ محرج، وتستطيع أن تحتفظ بعزة نفسك أمام رؤسائك حين تسد الثغرات التي ينفذ منها إليك اللوم والتقريع. إن ألد أعدائك حينئذ يتهيبك..

قال تعالى:
"للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة. أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون، والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها، وترهقهم ذلة. ما لهم من الله من عاصم كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما. اولئك أصحاب النار هم فيها خالدون"
سورة يونس الآيتان26 و 27
فالإسلام عندما أوصى المسلم بالعزة هداه إلى أسبابها، ويسر له وسائلها، وأفهمه أن الكرامة في التقوى، وأن السمو في العبادة، وأن العزة في طاعة الله، والمؤمن الذي يعلم ذلك ويعمل به يجب أن يأخذ نصيبه كاملا غير منقوص في الحياة الرفيعة المجيدة فإذا اعتدى عليه أحد أو طمع فيه باغ، كان انتصابه للدفاع عن نفسه جهادا في سبيل الله، وليس ذيادا عن الحق الشخصي فقط، بل إقرارا للحقوق العامة والمثل العليا..
فمن عزة المؤمن ألا يكون مستباحا لكل طامع، أو غرضا لكل هاجم، بل عليه أن يستميت دون نفسه وعرضه، وماله وأهله....
إن القضاء يصيب العزيز وله أجره، ويصيب الذليل وعليه وزره، فكن عزيزا ما دام لم يفلت من محتوم القضاء إنسان..


من كتاب:
خلق المسلم للغزالي ( بتصرف)

الجمعة، 5 يونيو 2009

القراءة اولى أم الكتابة..

للكتابة أصول وقواعد لا يعرفها إلا المتخصصون في المجال، وقد كنت ولا زلت أعتبر نفسي متطفلة على الميدان، ولا أخوض غماره إلا إذا أحسست بحاجة ماسة لذلك، كالتنفيس عما في داخلي أو ايصال فكرة أو معلومة أو تقديم نصح..
فأنا لا أكتب بل أتكلم..

أحيانا أتساءل مع نفسي هل نحن بحاجة أكثر للكتابة أم للقراءة، وكم عدد الكتب التي تستحق أن نقرأها، وما السبيل إلى معرفة ذلك..؟؟؟
أسألة طُرحت في جمع من صديقاتي قبل سنوات، وقررنا على إثرها أن نتعاون مع بعضنا البعض، فمثلا عوض أن نقرأ نفس الكتاب، يكفي ان تقرأه واحدة منا وتمدنا بعد ذلك بملخص عنه، فنتبادل بذلك الأفكار حول عدة كتب، عوض الثرثرة والكلام في ما لا طائل من ورائه..
كان الحماس كبيرا للفكرة في بداية الأمر، لكن سرعان ما انطفأت جذوته مع الأيام، فتوالت سلسلة الإعتذارات عن عدم التمكن من إنجاز الملخص..
فرغم وعينا العميق بأهمية القراءة، إلا أننا لم نستطع أن نخلق منها سلوكا يوميا...

الخميس، 4 يونيو 2009

بقدر قيمتك يكون النقد الموجه لك..!!!


رذيلة الحسد قديمة على الارض قدم الإنسان نفسه...
ما إن تكتمل خصائص العظمة في نفس، أو تتكاثر مواهب الله لدى إنسان حتى ترى كل محدود أو منقوص يضيق بما رأى، ويطوي جوانحه على غضب مكتوم، ويعيش منغصا لا يريحه إلا زوال النعمة، وانطفاء العظمة، وتحقق الإخفاق.
وقد كنت أظن أن مسالك العظماء، وأنماط الحياة المترفعة التي تميز تفكيرهم وومشاعرهم هي السبب في كراهية الساقطين لهم، وتبرمهم بهم.
ثم تبينت خطأ هذا الظن، فكم من موهوب لا تزيده مجادته إلا تقربا إلى الناس، وعطفا عليهم.
ومع ذلك فإن التعليقات المرة، تتبعه، وكذلك التشويه المتعمد لآثاره الطيبة، والتضخيم الجائر لأخطائه التافهة!!!
فما السر إذن؟.
السر ان الدميم يرى في الجمال تحديا له، والغبي يرى في الذكاء عدوانا عليه، والفاشل يرى في النجاح إزراء به، وهكذا!!!
فماذا يفعل النوابغ والمبرزون ليريحوا هذه الطبائع المنكوسة؟
إن وقائع الحياة أعتى مما نتمنى، ودسائس الحاقدين ومكائدهم ومؤامراتهم لا تنتهي حتى تبدأ.
إن الحال في كل زمان يحتاج إلى امداد سريعة من المساندة او العزاء لتعيد إلى الموهوبين ثقتهم بأنفسهم، وتشجعهم على المضي في طريقهم دون يأس أو إعياء.
وذلك لكثرة ما يصيبهم من تعويق النثبطين وإيذاء الناقمين والشامتين.
أجل إنهم في حاجة لان يقال لهم: لا تيأسوا، فإن ما تتوجسون من نقد إو تجاهل هو كِفاء ما أوتيتم منطاقة ورسوخ.
ومنذ أربعة عشر قرنا ظهر محمد صلى الله عليه وسلم في العرب، وكان أصحاب الريلسات الدينية المبجلة من الاحباروالرهبان قد أحسوانبأه، والتفوا به ليستوثقوا من صدق دعوتهوصحة رسالته.
ولم يحتج الامر إلى طول تمحيص فسرعان ما أيقن القوم أنهم امام رسول من رب العالمين، يجب أن يومنوا به وان ينضموا إليه.
بيد أنهم طووا انفسهم على هذه الحقيقة، وكرهوا عن تجاهل لاعن جهل أن يذكروها، بله ان ينشروها!!
أن النجاة من ظلمات الحياة ومظالم الناس وأحقادهم ليست بالأمر السهل.
لا بد لها من أضواء يبعثها رب الفلق الذي يستطيع وحده ان يمحو آية الليل بآية النهار..
وقد أمرنا الله ان نستعيذ من شرور الحاسدين كما يستعيذ به من شر الليل الغاسق، ومن صنوف الأذى كلها، سواء حملتها هامة او دابة او إنسان.
سورة الفلق
هذه الاستعاذة ضرورة، فالذين رزقوا من النعم المادية أو الأدبية ما يغري الآخرين بتنفصهم، وسد منافذ الحياة والارتقاء امامهم، أحوج الناس إلى تاييد الله لهم، كي يؤدوا رسالتهم ويبرزوا مواهبهم...

من كتاب "جدد حياتك"
للغرالي رحمه الله

الجزاء من جنس العمل


ورث رجل وأخواه عن أمهم قطعة أرض بالبادية وبضع شجرات زيتون وخروب، وكان "نصيبهم" من الإرث يصلهم إلى المدينة أو يأتي به أحدهم عند زيارة أخواله وبنيهم...
كان الرجل يعتبر نفسه المسؤول عن إخويه، حيث أنه أكبرَهم وقد آلى على نفسه أن يتكلف بأمرالإرث..
مرت السنين وتقدم الرجل في السن، فأصبح يجد مشقة كبيرة في السفر، فالمسالك المؤدية إلى القرية وعرة، زيادة على طول المسافة بينها وبين المدينة، وكان أبناؤه يشفقون عليه من ذلك، وطلبوا منه مرارا أن يترك القوم لضمائرهم، لكنه كان يقول: "هذا حقي وحق إخوتي، ومن تنكر لحقه في الدنيا فسوف يتنكر له في الآخرة..."
أما المتصرفون في الإرث وبعد أن طال العهد، فقد صاروا يعتبرون أنفسهم أولى به من أصحابه الشرعيين، فبدأوا يخلقون العديد من المشاكل والمتاعب للرجل فألجؤوه إلى القضاء الذي عانى من التنقل بسببه الكثير، وكانوا يتلاعبون به فيراسلونه ليحضر إليهم لأخذ نصيبه، وعندما يسافر إليهم لا يعطونه شيئا..!!!
وفي آخر المطاف استقر رأيهم على أن يشتروا النصيب ولكن بثمن زهيد جدا، لكن الرجل رفض..وظل الأمر على ما هو عليه....

وفي أحد الأيام قرر أن يباشر عملية الحرث بنفسه فاستأجرعاملا ليحرث له الأرض، وما أن وضع المحرات حتى جاءت امرأة تصرخ وتولول وألقت بجسدها أمام المحراث وقالت: "فليمر هذا المحراث على جسدي قبل أن يحرث الأرض.."
فما كان منه إلا أن جمع متاعه، وقفل راجعا إلى بيته ولسان حاله يقول حسبي الله ونعم الوكيل..
لم تمض إلا سنة، حتى أصيبت المرأة بمرض غريب، انتفخ على إثره بطنها وانفجر...فكان أقرب المقربين إليها لا يطيقون الاقتراب منها، ولم يسعفها نقلها للمستشفى إذ توفيت بعد ذلك..
فسبحان الله الذي قال في محكم كتابه:

" وما كنا عن الخلق غافلين"
سورة المؤمنون الآية 17

أم عبد الرحمان

الثلاثاء، 2 يونيو 2009

رب عمر قليلة آماده كثيرة أمداده

"رب عمر اتسعت آماده وقلت أمداده، ورب عمر قليلة آماده كثيرة أمداده..
من بورك له في عمره، أدرك في يسير الزمن من منن الله تعالى ما لا يدخل تحت دوائر العبارة ولا تلحقه الإشارة "


ابن العطاء