السبت، 28 فبراير 2009

سلطة التلميذ المشاغب ..



قبل أيام ,أثناء انعقاد مداولات الأقسام ,استوقفتني حالة تلميذ راسب ومشاغب ...
طلب المدير من الأساتذة أن يقرروا إن كانوا سيسمحون له بالتكرار للمرة الثانية أم لا, خصوصا وأنه استوفى السنوات المسموح له فيها بالتكرار, وعادة ما يمنح المجلس فرصة أخرى للتلميذ الذي لايعرقل المسار الدراسي داخل الفصل ..
أبدى المدير أولا ملاحظته حول سلوك التلميذ , واعتبر منحه فرصة أخرى بدون جدوى, لكن أحدا من الأساتذة لم يجرؤ على إبداء رأيه, ولاذ الجميع بالصمت, وكأن هذا التلميذ يحمل سيفا مسلطا على على رقابهم ,وانتهت القصة بالسماح لهذا المشاغب الفذ بالتكرار ثانية...

أصبح التلميذ المشاغب وخصوصا المنحرف , يفرض في أحيان كثيرة نفسه على المدرسة فرضا , سواء حضر أوغاب, واللوم لا يقع في نظري على التلميذ بل على المدرسة ,حيث أصبح المربي سواء كان إداريا أو من هيئة التدريس , وفي أحيان كثيرة أنانيا وسلبيا بل وجبانا...

إن المشهد الذي وصفته تتكرر أمثاله في مواقف أخرى فكم من تلميذ توعد أستاذا أو إداريا بعد أن علم أنه مهدد بالفصل ,وكم من أستاذ تغاضى عن حالات واضحة للغش لأن مرتكبيها معروفون بسلوكهم المشاغب أو لنقل المنحرف..

والخلاصة أن للتلميذ المشاغب سلطة مادية ومعنوية على المدرسة بأطرها وتلامذتها ,فهو يوجه التلاميذ داخل القسم ,ويلفت انتباههم إما بتهريجه أو بفوضويته ,وعلى الاستاذ أن ينفق وقتا من الحصة المخصصة للدرس لمعالجة الأمر, وربما يفعل ذلك عند كل حصة ,وإذا قرر طرد هذا العنصر من القسم فسرعان ما تعيده الإدارة , كما أن زملاءه من التلاميذ التلاميذغالبا ما يكونون في صفه, ويتعاطفون معه إلى حد بعيد إما خوفا منه أو طمعا في حمايته ..

ويبدو لي أننا لم نعد نلج الأقسام للتدريس, بل فقط لسجن التلاميذ واستحمال شغبهم إلى أن يعلن الجرس نهاية الحصة, وبالتالي الإستعداد لتلقي مجموعة جديدة من السجناء ....


أم عبد الرحمان
5 يوليو 2008

0 التعليقات:

إرسال تعليق