الثلاثاء، 17 فبراير 2009

جلد الفاجر وعجز الثقة ..

شاهدت على إحدى الفضائيات العربية روبورتاجا صور بإحدى الدول العربية . وركز المخرج على صور لشبان وشابات في وضعيات مخلة أستحيي أن أصفها . والمؤسف أن أماكن التصوير عامة يتواجد بها العديد من الناس , كما أن أغلب من هم في هذه الوضعيات شابات متحجبات !!!

لست هنا بصدد اتهام نوايا القناة بتشويه سمعة المحجبات بل أؤكد أن ما رأيته في الروبورتاج هو عين الواقع، وفمثل هذه السلوكيات المنحرفة أشاهدها صباح مساء في شوارعنا ، وأسمع ممن أثق بهم ما هو أشنع .

الأمر خطير ويستفحل يوما بعد يوم بل ويحتاج منا وقفة تأمل :

فهل الحجاب تغطية الجسم فقط ؟

أم أنه قبل كل شيء يعكس أخلاق صاحبته وأهمها الحياء ؟

إن أول ما يصدم المرء في هذا الصنف من المحجبات , هو قلة حيائهن .وأعتقد أن أمثال هذه السلوكيات أشد خطرا على الإسلام من أعدائه الحقيقيين .

ما سر هذا الإهتمام البالغ من طرف قنوات دينية بالشكل الخارجي للحجاب وعدم اهتمام بأخلاق من ترتدي الحجاب ؟

لم نكن نرى فيما قبل ما يسمى بحجاب الموضة .

لم تكن المحجبات يرتدين الكعب العالي الذي يفرض على المرأة مشية معينة.

لم يكن غطاء الرأس معقدا إلى هذا الحد فثوب واحد يفي بالغرض ..

قبل سنوات كانت النسوة في إحدى مدن المغرب يرتدين الحايك , وهو ثوب يغطي سائر جسد المرأة من رأسها إلى قدمها.. لكن , انتشرت بين الناس شائعة تقول أن من تلبس الحايك متهمة في عرضها . ولم يكن الأمر مجرد إشاعة , بل كانت هناك وقائع كثيرة تثبته. فأصبحت النساء العفيفات المتمسكات بهذا اللباس عرضة لتحرشات السفهاء, مما اضطرهن إلى تركه , وتعويضه بالجلباب . واليوم لم نعد نرى أثرا لهذا اللباس الأصيل في المدينة ...

ولعل نفس الحكاية تكررت في مدن مغربية أخرى ..

النتيجة التي خلصت إليها هي أن من يحاربون الأخلاق الفاضلة , ومظاهر التدين الصحيح يملكون صفات يُحسدون عليها : منها الصبر و الإصرار والنفس الطويل..

ولا أجد للتعبير عما يخالجني الآن إلا القولة الشهيرة للفاروق عمر ابن الخطاب رضي الله عنه :

اللهم إني أشكو إليك جلد الفاجر وعجز الثقة ...


أم عبد الرحمان

0 التعليقات:

إرسال تعليق