الاثنين، 16 مارس 2009

نساء مغربيات صنعن التاريخ


لقد لعبت المرأة المغربية في تاريخ بناء بلدها دورا مهما عبر مختلف عصورها بدءا بالدولة الإدريسية و انتهاء بالدولة العلوية الشريفة، لكن هذا الدور الذي لعبته لم يأت من فراغ فكل شخصية سنذكرها في هذا المقال المتواضع إنما كان وراءها رجل عظيم عالم ، أو فقيه مقاوم، أو حتى عامل أجير ذو عزة و كرامة أبا كان أو أخا أو زوجا أو حتى ولدا.

وهذه المرأة أمازيغية كانت أم عربية ظل حبها للدين أولا، ووحدة الوطن ثانيا فوق كل اعتبار، مؤمنة بأن هذا الدين هو السبيل الوحيد إلى المحافطة على وحدة هذا الوطن، رغم شح المصادر و فقدان بعض الكتب من السوق إلا أنني استطعت بعون الله أن أجمع تراجم لبعض أمهات هذا الوطن سواء كن عالمات أو داعيات أو مقاومات أو سياسيات على اختلاف مكاناتهن، فمنهن أميرات و أزواج و بنات أمراء و قادة عظماء و فقهاء و منهن بنات العامة اللواتي كن يحملن هم هذا الوطن إلى جانب تمتعهن بالحسن و الجمال و الخلق الرفيع فكن مثالا للمرأة المغربية المشرفة.

و لقد قمت بجمع نماذج متناثرة في عدة بحوث على الشبكة العالمية و بعض الكتب و قمت بتصنيفهن حسب الحقب التاريخية التي ينتمين إليها و أوردهن إليكم عبر حلقات إن شاء الله .

كنزة الأوْرَبية

ابنة زعيم قبيلة أوربة الأمازيغية التي تزوجت من إدريس الأول العلوي الفار من بطش العباسيين، وقد لعبت هذه المرأة دورا مهما في إرساء قواعد الدولة الإدريسية خاصة بعد وفاة زوجها إدريس الأول حيث أظهرت تفوقا كبيرا في حسن الإعداد لولدها إدريس الثاني ليتحمل عبء الدولة، بل سيمتد نصحها وحكمتها إلى التدخل في الحالات الحرجة .

فاطمة بنت محمد بن عبد الله الفهري

تُلقب ايضا بأم البنين ، هي شخصية تاريخية خالدة في ذكريات مدينة فاس والتاريخ المغربي ككل. هي بنت رجل عربي هاجر إلى من القيروان اسمه محمد بن عبدالله الفهري، كان ذا مال عريض وثروة طائلة ورثها عنه ابنتاه فاطمة ومريم، فعمدت فاطمة بعد موت أبيهما إلى مسجد القرويين فأعادت بناءه مما ورثته من أبيها في عهد دولة الأدارسة في يوم السبت رمضان من سنة245هـ، وضاعفت حجمه بشراء الحقل المحيط به من رجل من هوارة، وضمت أرضه إلى المسجد، وبذلت مالاً جسيماً حتى اكتمل بناؤه ويذكرأن "حفر أساس مسجد القرويين والأخذ في أمر بنائه الأول كان بمطالعة العاهل الإدريسي يحيى الأول، وأن أم البنين فاطمة الفهرية هي التي تطوعت ببنائه وظلت صائمة محتبسة إلى أن انتهت أعمال البناء وصلت في المسجد شكرا لله"

الأميرة زينب تانفزاويت

من قبيلة هوارة الأمازيغية كانت ذات شأن، صالحة متدينة و حكيمة و كانت أرملة أمير أغمات وتزوج بها الأمير أبو بكر اللمتوني وقد لعبت دورا بارزا وحاسما على مسرح الأحداث السياسية للدولة المرابطية وكان لها تأثير في توجيه تلك الإحداث. فقد كانت صاحبة نقل الإمارة والسلطة من أبي بكر وتزوجها يوسف بن تاشفين فكانت له عنوان سعده و القائمة بملكه و المدبرة لأمره و الفاتحة عليه بحسن سياستها لأكثر بلاد المغرب، كتب عنها الأستاذ محمد زنيبر مسرحية تاريخية بعنوان "عروس أغمات"، و قيل عنها "كانت من أحسن النساء و لها الحكم في بلاد زوجها بن تاشفين".

البطلة فانو

بنت الوزير عمر بن يانتان المرابطية الصنهاجية من قبيلة لمتونة التي قامت بدور مهم في الدفاع عن مدينة مراكش وحالت دون استسلام الأمير اسحاق بن علي المرابطي للموحدين حتى لا يدخلوا مدينة مراكش ودافعت ببسالة عن قصر الحجر حتى قتلت سنة 545ه ودخلوا القصر، كانت تعرف بالملثم و على سبيل المعلومة فقط: قصر الحجر لم يتبق منه إلا جزء من حائط قرب معلمة الكتبية بمدينة مراكش.

الأديبة زينب ابنة يوسف بن عبد المومن

ابنة الخليفة يوسف بن عبد المومن الموحدي التي كانت عالمة بعلم الكلام و أصول الدين صائبة الرأي فاضلة الصفات، فهي المرأة الموحدية النموذج فكرا وسيرة ومذهبا ونزوعا، كتب عنها الشاعر علي الصقلي مسرحية شعرية تحت عنوان "الأميرة زينب".

بقلم:
أم ياسر/ موقع الإصلاح

0 التعليقات:

إرسال تعليق