الجمعة، 27 مارس 2009

سلامة الصدر

عن أنس بن مالك قال: ( كنا جلوساً مع الرسول فقال: { يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة }، فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوئه قد تعلق نعليه في يده الشمال، فلما كان الغد قال النبي مثل ذلك فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى، فلما كان اليوم الثالث قال النبي مثل مقالته أيضاً ، فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأولى، فلما قام النبي تبعه عبدالله بن عمرو بن العاص فقال: إني لاحيتُ أبي* فأقْسَمْتُ ألاّ أدخل عليه ثلاثاً، فإن رأيْتَ أن تُؤْويني إليكَ حتى تَمْضي فعلتَ، فقال: نعم، قال أنس: وكان عبدالله يحدّثُ أنه بات معه تلك الليالي الثلاث فلم يره يقوم من الليل شيئاَ غير أنه إذا تَعَارَّ وتقلّبَ على فراشه ذكر الله عز وجل وكبّر حتى يقوم لصلاة الفجر، قال عبد الله غير أني لم أسمعه يقول إلا خيراً فلما مضت الثلاث ليال وكدت أن أحتقر عَمَلَه قلت: يا عبدالله إني لم يكن بيني وبين أبي غضبً ولا هجرٌ، ولكن سمعت رسول الله يقول لك ثلاث مرار يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة فطلعتَ أنت الثلاث مِرار فأردت أن آوي إليك لأنظر ما عَمَلُك فأقتديَ به فلم أرَكَ تعمل كثيرَ عمل، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله، فقال: ما هو إلا ما رأيتَ غير أنّي لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشّاً ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إيّاه. فقال عبدالله: هذه التي بَلَغَتْ بِك وهي التي لا نُطيق ) [رواه الإمام أحمد]


* لاحَيْتُه مُلاحاةً ولِحاءً إِذا نازَعْته
تَلاحَوْا: تنازعوا

0 التعليقات:

إرسال تعليق