الجمعة، 13 مارس 2009

"التلبينة" معجزة في علم التغذية لم يبينها الإعلام بما فيه الكفاية


سمعت كثيرا عن "التلبينة" لكن ، لم أكن أعلم قبل قراءتي هذا المقال للدكتور محمد فائد أن الطحين المستعمل فيها هو بندق الذي يعرفه كل من له ارتباط وثيق بالبادية...
في هذه الفترة من السنة تنضج حبات الشعير، ومنه تهيئ نساء البادية دقيق "بندق " بطريقة خاصة فيها الكثير من المشقة، حيث يقمن باختيار السنابل الخضراء قبل طور الاصفرار ، و بعد ذلك تتم إزالة التبن والاحتفاظ بالحبوب التي تطهى على البخار أولا ، ثم تحمص على النار وتطحن بعد ذلك في الرحى اليدوي ، ويستخلص من الطحين الدقيق الناعم ودقيق السميد ..
يهيأ من سميد "بندق" الكسكس وربما أشياء أخرى، أما طحينه فيضاف إليه الماء المغلى وقليل من زيت الأركان أو الزيت الزيتون أو الزبدة والملح ويمكن أن يكون وجبة جيدة للإفطار، ويمكن أيضا إضافة طحين البندق للبن الخض وتركه لفترة قبل شربه...وتختلف طرق تحضير وصفات من البندق حسب المناطق..
يمتاز هذا الطحين بطعم خاص جدا يختلف عن طعم طحين الشعير العادي ، وله فوائد صحية كثيرة يلخصها الموضوع التالي:

التلبينة معجزة في علم التغذية لم يبينها الإعلام بما فيه الكفاية


سنبلة شعير

يقول الدكتور محمد فائد:
لا نعلم نظاما غذائيا أصلح للمصابين بأمراض القلب والشرايين والأنيميا والسرطان إلا التلبينة، وعلى الناس أن يعرفوا ما هي على الأقل.

سؤال للعلماء والباحثين في علم التغذية والطب الحديث: بماذا تنصحون المصابين بالسمنة، وارتفاع الضغط، وأمراض القلب والشرايين، والسرطان والكوليستيرول والاضطرابات العصبية والنفسية؟
الجواب: الخضر المسلوقة، الفواكه، اللحوم البيضاء النشويات ال... ال..... و...و.... يمينا وشمالا بدون تحديد.

ورسول الله صلى الله عليه وسلم، يحدد طعاما خاصا لهذه الأمراض المزمنة، التي تكاد تكون هي المنتشرة حاليا. وربما يقرأ الناس هذا الخبر لأول مرة، وتغذية هؤلاء المصابين ملخصة في التلبينة. وقد ظل العلم تائها لمدة أربعة عشر قرنا، لم يقدر على تحديد علاج غذائي لهذه الأمراض. والحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم النبي الأمي، الذي لم يكن يعرف هذه الأمراض، يحدد غذاءا لو تناوله الناس لنجوا من هذه الأمراض، ولو تناولوه وهم مصابين بها لما بقيت. وبهذا يكون الإعجاز للمنفعة، وليس الإعجاز من أجل الإعجاز.

في الصحيحين من حديث عروة عن عائشة رضي الله عنها، أنها كانت إذا مات الميت من أهلها واجتمع لذلك النساء ثم تفرقن إلى أهلهن أمرت ببرمة من تلبينة فطبخت وصنعت تريدا ثم صبت التلبينة عليه ثم قالت كلوا منها فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول التلبينة مجمة لفؤاد المريض تذهب ببعض الحزن.

ونلاحظ أن الحديث النبوي الشريف يركز على ما يتعلق بالقلب، وما يتعلق بالحالة النفسية، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتكلم بكلام واضح، ليس فيه لبس أو شبهة، ولا يمكن أن ينطق عن الهوى. ولذلك يجب أن نجد الدليل المادي الذي يبين علاقة القلب بتناول التلبينة، ثم علاقة الحالة النفسية أو الحزن بتناول التلبينة، وبما أن الحديث يتعلق بعلوم دقيقة، فلابد من تحديد معنى التلبينة أولا، وقد تصفحنا كل ما جاء في هذا الشأن، فلم نجد تعريفا صحيحا يتفق مع الحديث الشريف، ولو أن كثيرا من المفسرين الذين تناولوا هذا الموضوع، حاولوا تقريب المعنى من الحقيقة العلمية، فلا يزال الدليل العلمي غير واضح، ولا يكاد يبين لينتفع الناس من هذه المعجزة، ولا نظن أن الوصف الذي جاء به بعض المحللين في إطار الإعجاز العلمي كافي، ليتمكن الناس من تحضير التلبينة، وتعميمها والاستفادة منها، بل كل ما جاء في هذه التحاليل ليس إلا تسابق نحو تناول الموضوع والكتابة فقط.

وتعريف التلبينة هو كالتالي:

تؤخذ سنابل الشعير عند النضج، وقبل أن تجف وهو طور التلبن، أو المرحلة ما قبل اصفرار الشعير وجفافه ليحصد ويصبح جاهزا للطحن والاستهلاك، ثم تجفف برفق على النار إلى أن تصبح جافة، فتطحن ويؤخذ منها الدقيق الأحمر الرقيق وهو ما يسمى باللغة الدارجة المغربية البندق، ويستهلك مباشرة إما مع اللبن أو الحليب أو أي سائل آخر، بينما ينقع الدقيق الثاني، وهو على شكل سميد كبير الحجم في اللبن المخمر لمدة تتراوح بين ساعتين وأربع ساعات، ليؤكل مباشرة بعد ما ينتفخ بامتصاصه اللبن المخمر وربما يطبخ الدقيق مع الحليب حتى ينضج جيدا ثم يصب في صحن ويوضع فوقه وهو ساخن قدر من السمن أو العسل. وهو من الوجبات الغذائية الجيدة والممتازة من الناحية الغذائية لسببين: الأول لأن نسبة المكونات تكون بمستوى عالي، وثانيا لأن خصائص اللبن تغير من تركيبه الكيماوي. فالبكتيريا اللبنية تحلل حمض الفيتيك (phytic acid) الموجود في الدقيق لتحرر المعادن من حديد وزنك ومنكنيز وماكنيزيوم وفسفور. ويجتمع في هذه الوجبة كل من الشعير واللبن المخمر أو لبن الخض ليعطي أحسن وأعلى وأجود مادة غذائية من حيث التركيب الحراري والأملاح المعدنية والفايتمينات والمكونات الأخرى التي تدخل مع عوامل النمو والهرمونات أو الأنزيمات. ولا يوجد ما يعادل هذه الوجبة في الطبيعة بالنسبةأو للمرضى لأطفال والنساء الحوامل والمسنين. وإذا اجتمع اللبن المخمر، وهو أسهل للهضم من الحليب، والشعير الأخضر، وهو أعلى من القمح فيما يخص الأملاح والفايتمينات ومكونات أخرى لا توجد في القمح والذرة، وقد كان يعطى هذا الأكل للأطفال على الخصوص، وكانت هذه العادة الغذائية معروفة في كل أقاليم المغرب، وتتبع نفس الطريقة للحصول على هذه المكون.

يمتاز الطحين الأول أو الدقيق وهو "البندق" أو "الزميتة" بكونه يحتوي على الجزء الخارجي للحبوب أو الغلاف، وهو غني بالأملاح والفايتامينات ويشبه شيئا ما النخالة، أما السميد فيحتوي على مكونات الحبوب الداخلية، ويكون أبيضا شيئا ما، وينتفخ بنقعه في اللبن المخمر، وطعمه لذيذ جدا لأنه تغلب عليه الحموضة، كما تختلف باختلاف نكهة الشعير مع نكهة اللبن لتعطي غذاءا لذيذا سهل الاستساغة يحبه كل الناس وخصوصا الأطفال. وقد أوشكت هذه العادة الغذائية أن تنقرض وتتوارى كما توارت عادات غذائية أخرى لعدم معرفة أهميتها الصحية، وتجاهلها والتنكر لها لأنها متخلفة، ويدخل التخلي عنها في تأطير التحولات الغذائية التي تسعى إلى مسح الرصيد المعرفي في ميدان علوم التغذية، والتي كان سببها التأثر بالحضارة الغربية في كل الميادين. ونتدارك الآن ما قد يحدث من ضياع في ميدان علوم التغذية، لتبقى على الأقل بعض الرسوم التي من شأنها أن تقنع أصحاب الميدان بالبحث العلمي. وهذا التأطير الذي نهج استبدال المواد التقليدية بالمواد الصناعية بحجة أن هذه الأخيرة مراقبة وتخضع لشروط صحية ومعايير علمية متفق عليها دوليا، ما هو إلا شباك أو شراك اقتصادي وسياسي للتمكن من المستهلك. وليس غريبا أن تنهج الشركات سياسة التاطير عبر العلوم والندوات والإشهار المفرط لكن الغريب هو أن الباحثين في الدول المستهدفة ينزلقون وراء هذا النهج ويؤمنون به إيمانا راسخا.

ومن بين ما توصلت إليه العلوم فيما يخص الشعير الأخضر، وهو أقل أهمية من حبوب الشعير الخضراء، أنه يساعد على بناء الدم لغناه بالحديد وطبعا فتمثيل الكريات الحمراء من أهم ما يجعل الجسم ينشط جيدا، ولذلك فالشعير يحد من انخفاض الضغط وفقر الدم والأنيميا. والكريات الحمراء هي التي توزع الأوكسايجن على الجسم وتزيل السموم من الجسم، ولذلك فالشعير الأخضر يحد من السرطانات. والشعير الأخضر يحتوي على الفايتمن س بكمية تعادل خمسة أضعاف الكمية الموجودة في الحوامض، ويحتوي على الكالسيوم بكمية ضعف الكمية الموجودة بالحليب، وكمية الحديد الموجودة في الشعير الأخضر تفوق الكمية الموجودة بالإسبانخ بخمس مرات. ويحتوي الشعير الأخضر على كل الفايتمينات وعلى كل الأملاح المعدنية وعلى الكلوروفايل وعلى الكاروتينات والفلافونويدات ونشير إلى أن كمية حمض الفولك توجد بكمية كبيرة في الشعير الأخضر، ليكون الشعير الأخضر من المواد التي يجب على النساء الحوامل أن يتناولوها، لأن حمض الفولك ضروري للنمو الجيد للجنين، خصوصا نمو المخ أثناء الأشهر الأولى من الحمل.

وعلاوة على هذه التركيبة الغنية والهائلة فإن الشعير الأخضر يحتوي على الأنزيمات الضرورية للتأكسد والاستقلاب داخل الجسم. وهناك مكونات أخرى تدخل في التركيب الدقيق للشعير الأخضر، ومنها مكون الأكسدة للدهنيات succinate، ومكون -O-glycosylsoritexin وبعض الأنزيمات الأخرى التي تساعد على ضبط المفاعلات الكيماوية داخل الجسم. ويعرف الشعير في علم الطب الغذائي أنه منشط للكريات الحمراء، ومحفز لتجديدها ومطهر للدم. وبما أن الشعير يعد غنيا بالأملاح المعدنية، ومن بينها البوتاسيوم الذي يوجد بكمية هائلة، ويفيد البوتاسيوم في خفض ارتفاع الضغط، ويحتوي الشعير على كل الفايتمنات خصوصا مكون الفايتمن ب بكل أنواعه، ويفيد في تهدئة الأعصاب، وبعض المكونات الكيماوية الطبيعية الأخرى، ويوجد الكلوروفايل على أعلى مستوى في الشعير الأخضر، وكذلك مكون البيتا كاروتين أو البروفايتمن أ. والشعير هو المادة الغذائية الوحيدة من بين الحبوب والنشويات التي تساعد على خفض الوزن والوقاية من السمنة. وبهذه الخصائص يكون الشعير الغذاء الذي لا يمكن الاستغناء عنه بالنسبة لتغذية المرضى والأطفال والنساء. ونظرا لتركيبته الغنية بالأملاح الثنائية من الكالسيوم فالشعير يحد من أثر الكورتيكويدات بالنسبة لمتناولي هذه العقاقير.

وبما أن الأبحاث حول التلبينة منعدمة فلا يمكن أن نبين حقا الأهمية العلمية وووجه الإعجاز في الحديث الشريف. وقد عثرنا على التركيب الكيماوي للشعير الأخضر والشعير اليابس ولم نعثر على التركيب الكيماوي لحبوب الشعير قبل أن تيبس أو في طور التلبن. وهو ما نأٍسف له جدا لأن، المعجزة في هذه الحبوب الخضراء التي تقي الجسم من كثير من الأمراض ولا نتوفر على التركيب الكيماوي لهذه الحبوب حتى نتمكن من أيجاد الربط المادي بين الخصائص الكيماوية ولما جاء في الحديث الشريف، وكذلك ليستفيد منها الناس.

ولما نتصفح التركيب الكيماوي لأوراق الشعير الخضراء وهي أقل تركيبا من الحبوب الخضراء نجد ا، فيها مكونات هائلة لها دور في الوقاية والعلاج من أمراض القلب ولها كذلك دور في ضبط الحالة النفسية أو العصبية للمريض، ومن بين هذه العناصر نجد الأملاح المعدنية التي تؤثر على الأعصاب وهي البوتاسيوم والماغنيزيوم بتركيز عالي جدا وتساعد هذه الأملاح على خفض الضغط الدموي وعلى تسكين الأعصاب. ويحتوي الشعير الأخضر على مكون الفاتمين ب وهو مكون كذلك يهدأ الأعصاب وكلما كان هناك عوز في هذا الفايتمن كلما ظهر اضطراب عصبي على المريض.

أما وجود مواد أخرى كالبيتا كلوكان التي تساعد على خفض الكوليستيرول وكذلك المضادات للأكسدة وم منومنها مادة الكلوروفايل وهذا التفاعل هو الذي يخفف من أمراض القلب والشرايين وهناك علاقة كبيرة بين أمراض القلب والشرايين وارتفاع الضغط وهي الحالة التي تسفر عن الحزن أو التوثر العصبي ويحتوي الشعير الأخضر على مكونات أخرى تساعد على الحد من ظهور أمراضا لقلب والشرايين وارتفاع الضغط وهي مركبات نشوية ونايتروجينية سهلة الامتصاص من حيث ييتمكن الجسم من رمي السموم عبر خفض الرقم الهايدروجيني بالجسم وهناك أنزيمات الأكسدة وأنزيمات التمثيل الكيماوي التي يوجد بالشعير تقريبا عشرين منها وهي المكونات الهامة بالنسبة للمفاعلات الفايزيولوجية داخل الجسم.

ولما نقرأ بعض الأوصاف للتلبينة في كثير من المقالات المنشورة على شبكة الأنترنت، وأغلبها حول إظهار وجه الإعجاز في حديث التلبينة، لا نحس بالمعنى الحقيقي، ولا يمكن لدارسي التكنولوجيا الغذائية أن يسلموا بهذا الوصف. لأن الكيفية التي جاءت في هذه الأوصاف، لا تدل على أسلوب غذائي مدقق، بل بعض ما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها. ودقيق الشعير الذي يستعمل في تحضير التلبينة، ليس أي دقيق، بل دقيق يحتوي على مكونات إعجازية، ولذلك كان دقيق الشعير الأخضر يحضر من لدن شركات متخصصة، وذات خبرة عالية، لا يقدر أحد على مضاهاتها، ويوصف الشعير الأخضر للمرضى المصابين بأمراض مزمنة مستعصية على الطب الحديث. ولعل ثمن هذا المنتج الباهض يدل على أهميته، ويصنع بخبرة محفوظة، وببراءة اختراع وليس هكذا، وهنا يظهر وجه الإعجاز، بمعنى أن هذه الشركات التي تصنع الشعير الأخضر، وتستبد بالخبرة أو الإختراع المسجل، وتستخدم دكاترة باحثين بالمستوى العالي، ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان أميا لا يعرف الكتابة والقراءة، ولم يتخرج من جامعة، وجاء بحقائق لم تتوصل إليها العلوم إلا بعد مرور أربعة عشر قرنا وربع القرن. فالتلبينة ليست أي طعام، وإنما الطعام الدواء المؤكد، والذي يجب أن يعود إليه الناس ليرتاحوا نفسيا وعضويا. و يمكن أن نستنبط من هذا الموضوع أن كل المصابين بأمراض القلب والشرايين، والكوليستيرول والشحوم والسمنة، والاضطرابات العصبية والسكري وارتفاع الضغط، أن يجعلوا من التلبينة الطعام اليومي، وكذلك المصابين بالسرطان، وحتى الذين خضعوا للعلاج الكيماوي والإشعاعي، أن يتناولوا التلبينة لأنها تطرد السموم من الجسم، وتقي من أثر العلاج الكيماوي وتزيد من دوره في العلاج.

وهناك أحاديث أخرى حول الشعير كلها في نفس الإتجاه، وتبين الدور الغذائي للشعير على شكل خبز أو حساء، وتركز على الحالة الفايزيولوجية للجسم، يفهم منها أن الشعير أحسن طعام للمرض، وأحسن طعام للكسور في العظام، وأحسن طعام لإزالة السموم من الجسم، وأحسن طعام لتوازن الأملاح المعدنية والاستقلاب داخل الجسم. ولنتصفح هذه الأحاديث النبوية الشريفة.

1ـ روى الترمذي بسنده عن سُلَيم بن عامر سمعه أبو أُمامة يقول: (ما كان يفضل عن أهل بيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ خبز الشعير).
2 ـ روى الإمام أحمد عن عروة عن عائشة ـرضي الله عنها ـ أنها قالت: (ولا أَكَلَ ـ صلى الله عليه وسلم ـ خُبزًا منخولاً منذ بعثه الله إلى أن قُبِض).
3 ـ روى ابن ماجه من حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا أخذ أحدًا من أهله الوعكُ أمر بالحساء من شعير فصُنع، ثم أمرهم فَحَسَوا منه ثم يقول: (إنه يرتو فؤاد الحزين، ويسرو فؤاد السقيم، كما تسرو إحداكن الوسخ بالماء عن وجهها). أخرجه ابن ماجه في الطب باب التلبينة، والترمذي باب ما يطعم المريض، وقال: حسن صحيح.
4 ـ في السنة من حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: (عليكم بالبغيض النافع التلبين)، قالت: كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا اشتكى أحد من أهله لم تزل البُرمة على النار حتى ينتهي أحد طرفيه ـ يعني يبرأ أو يموت. أخرجه ابن ماجه وأحمد، وفي سنده جهالة، وله شواهد.
5 ـ وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا قيل له إن فلانًا وَجِعٌ لا يطعم الطعام قال: (عليكم بالتلبينة فحسوه إياها)، ويقول: (والذي نفسي بيده إنها تغسل بطن أحدكم كما تغسل إحداكن وجهها من الوسخ.
وقوله صلى الله عليه وسلم يسرو فؤاد السقيم كما تسرو إحداكن الوسخ بالماء، يعني ما تكلمنا عنه سابقا بخصوص إذابة الكوليستيرول، وتفريغ الأوعية الدموية، وإزالة الوسخ بالماء يعني من الناحية الكيماوية الإذابة، وليس هناك أخطر من تجمع الصفائح بالأوعية الدموية، وتكون تصلبات تضيق المسالك الدموية، والشعير يلعب دورا في تنشيط الخلايا الحمراء، وإزالة الكوليستيرول والشحوم من الأوعية الدموية.

وقوله صلى الله عليه وسلم يغسل البطن، فيه معاني كثيرة، أهمها إخراج السموم من الجسم، وهناك مركبات في الشعير تسهل رمي هذه السموم، ومنها المواد المضادة للأكسدة والكلوروفايل والفايتمن أ، وبعض الأنزيمات الموجودة بكثرة في الشعير، وكذلك مكون بيتا كلوكان، وقد يكون المعنى راجع على تنشيط الجهاز الهضمي، وهو المعنى الأقرب من الناحية العلمية، لأن الحديث يجب أن يفهم بسهولة ولا يحتاج إلى ترجمة، وغسل البطن، لا يعني أكثر من تنشيط الجهاز الهضمي، ونعلم أن الشعير فيه سكريات مركبة، وألياف خشبية تحول دون وقوع الإمساك، وقد تحدث إسهالا يتوازن بعده الجهاز الهضمي، ويطلق تعبير البطن على الجهاز الهضمي عند العرب، وفيه حديث العسل حول استطلاق البطن، والشعير يسهل الإفراغ ويسهل خروج البراز وهو المعنى الأصح والأقرب للحديث كما بينا، والمعلوم أن بقاء البراز في المعي الغليظ يحدث تسمما للجسم لأن الإنسان يمتص بالمستقيم، وكلما بقي البراز لمدة طويلة كلما امتص الجسم السموم الموجودة فيه، وقد تبت على رسول الله صلى الله عليه وسم أنه كان يذهب إلى المرحاض وبتوضأ قبل النوم. وغسل البطن في الحديث له دلالة علمية في إخراج المواد السامة وهو المعنى الأصح. ونعلم في علم التغذية، أن حبوب الشعير الأخضر تفيد أكثر في توازن الجهاز الهضمي، وتنشيط الإمتصاص، وتفيد أكثر في إزالة الكوليستيرول من الأوعية الدموية، وتريح النفس لما يتوازن الجهاز الهضمي، لأن أزمة الجهاز الهضمي خصوصا المعدة والأمعاء، تجعل الشخص يتوتر كثيرا، ويصبح مضطربا ولذلك جاء حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم متكاملا من حيث الحالة العضوية أو العرضية، ومن حيث الحالة النفسية كذلك. وهو قوله صلى الله عليه وسلم يرتو فؤاد المريض، أو قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتقدم يذهب ببعض الحزن.

أما وجود مواد أخرى كالبيتا كلوكان، التي تساعد على خفض الكوليستيرول، وكذلك المضادات للأكسدة ومنها مادة الكلوروفايل، وهذا التفاعل هو الذي يخفف من أمراض القلب والشرايين، وهناك علاقة كبيرة بين أمراض القلب والشرايين وارتفاع الضغط، وهي الحالة التي تسفر عن الحزن، أو التوثر العصبي، ويحتوي الشعير الأخضر على مكونات أخرى، تساعد على الحد من ظهور أمراض القلب والشرايين، وارتفاع الضغط وهي مركبات نشوية ونايتروجينية سهلة الامتصاص، من حيث يتمكن الجسم من رمي السموم عبر خفض الرقم الهايدروجيني بالجسم، وهناك أنزيمات الأكسدة، وأنزيمات التمثيل الكيماوي، التي يوجد بالشعير تقريبا عشرين منها، وهي المكونات الهامة بالنسبة للمفاعلات الفايزيولوجية داخل الجسم.

المصدر:
موقع الدكتور محمد فائد

0 التعليقات:

إرسال تعليق