الأحد، 1 مارس 2009

اللفت المحفورة أو الجذر الأبيض

بالأنجليزية parsnip
بالفرنسية
Le panais

Photobucket

الجزر الأبيض أو الجذر الأبيض، ونسميه في المغرب باللفت المحفورة، وقليل من يعلم اسمه بالعربية أو الفرنسية، وهذا تصحيح بسيط للأخطاء الشائعة في الوصفات الغذائية. ويغيب الجذر الأبيض عن النصائح الغذائية المتداولة لأن علم التغذية ليس في متناول أي أحد. وهذه نصائح بسيطة لكل متصفحي الموقع، ليبقى مميزا بالدقة والعلم والتخصص

الجزر الأبيض (parsnips) أو اللفت المرة، وربما تسمى كذلك الجذر الأبيض(White roots) من الخضر القوية في الطب الغذائي. وهذه الخضرة العجيبة لا تزال غائبة عن الموائد ولا تزال مزاياها مجهولة، بعدما قضت عليها الخضر الصناعية التي يسهل طبخها واستهلاكها كالبطاطس والطماطم، والفلفل والبادنجان، وتعميم البصل والطماطم في المطبخ أصبح هو الشائع. والجزر الأبيض غير معروف وله تسميات محلية عديدة تختلف من بلد لآخر، ولو أن تسميته بالجزر الأبيض لا تدل على شيء، بل الجذر الأبيض هو الإسم الحقيقي الذي يبين طبيعة هذه الخضرة الهائلة من حيث المكونات الطبية، ولو عرف الناس أهمية هذه الخضرة لكانت تستهلك كدواء وليس كغذاء. لكن الموضة قضت على كل شيء جميل في هذا العالم الذي تقتله عقدته وأنانيته. فرغم العادات الغذائية التي ورثها الناس عن أجداد يعرفون الطبيعة، كما يعرفون أصابع أيديهم، ويعلمون خبايا الطبيعة والبيئة أكثر من أي باحث لا يزال لا يفرق بين البطاطا والبطاطس. ولو تمكنا من تدوين ما كان يأكل أجدادنا، لكنا رائدين في علم التغذية. وربما يكون هذا الكتاب أول من يراعي هذا العلم، الذي يتعلمه الناس في الطبيعة من الأب والأم، قبل أن يتعلموه في الجامعات.

الجذر الأبيض من الخضر الطبية لأنه يحتوي على مستوى عالي من الألياف الخشبية، ويمكن أن يزود الجسم بقدر من الألياف أكبر من القدر الذي تعطيه النشويات. ويحتوي كذلك الجذر الأبيض على تركيز كبير من حمض الفوليك وبهذا مادة غذائية ضرورية وربما تكون إجبارية للمرأة الحامل والنساء اللاتي يستعدن للحمل. ويدخل الجذر الأبيض لائحة الخضر والمواد البوتاسية التي تخفض الضغط وتساعد المصابين بالسكري ، ويحتوي الجذر الأبيض على تركيز مرتفع من البوتسيوم والمغنيزيوم والفيتامينات C و E، مع تركيز كذلك جيد من الكلسيوم والحديد والتيامين والريبوفلافين ووالنياسين والفيتامين B. وطبعا ككل الخضر فالجذر الأبيض لا يحتوي على دهنيات. ولنبين أهمية المكونات التي يحتوي عليها الجذر الأبيض فجذر واحد قد يعطي 6.5 غرام من الألياف الخشبية و93 ميكروغرام من حمض الفاليك و60 مغ من الكلسيوم و64.5 مغ من البوتسيوم أو) 600 مغ من البوتسيوم في 100غرام(. ونلاحظ أن الجذر الأبيض يحتوي على أكبر نسبة من حمض الفوليك بالمقارنة مع الخضر الأخرى، وهو يأتي في الدرجة الأولى من حيت هذا المكون. وحمض الفوليك هو الفيتامين الذي يعتبر ضروريا بالنسبة للحامل، فهو يعمل على تكون المخ عند الجنين أثناء الثلاثة أشهر الأولى.

ولو أن المعلومات بشأن الجذر الأبيض كثيرة، ولا يمكن أن نتطرق إليها في هذه الورقة التي تفيد الأهمية الغذائية فقط، فقد ارتأينا أن نذكر بعض المعلومات التي تهم الطب الغذائي، والتي لا يمكن أن يعرفها إلا المتخصصون في الميدان الغذائي، ومن هذه المعلومات أن الجذر الأبيض من الخضر الخريفية ويبقى إلى فصل الشتاء، ويصنف مع الكرفس والجزر والبسباس، وهي كلها خضر شتوية، ويمكن للجذر الأبيض أن يبقى تحت الأرض لمدة طويلة، تصل إلى السنة تقريبا، بمعنى أنه يمكن أن يوجد على طول السنة في الدول ذات الطقس البارد، لكن هناك بعض التفاصيل وهي التي نريد أن نبينها، فالجذر الأبيض يستهلك في الخريف والشتاء، لأنه كجميع ما خلق الله موسمي، ويكون تركيز المكونات الغذائية مرتفعا، ولا يطرأ عليها أي تغيير كيماوي من شأنه أن ينقص من تركيزها كأن تتحول المكونات إلى مكونات أخرى. لكن إذا بقي لمدة طويلة تحت الأرض، أو إذا كان إنتاجه خارج الفصلين المذكورين، فإن النشا يتحول إلى كلوكوز ويصبح بمذاق حلو، وربما تتحلل الفيتامينات وينخفض تركيزها، وظهور الكلوكوز في الجذر الأبيض قد يضر بالمصابين بالسكري، ولذلك يجب أن يستهلك في موسمه، وأن يكون طريا ما أمكن، وتحلل النشويات يعني انخفاض الألياف الخشبية، وقد تنخفض كذلك خاصية خفض الضغط والكوليستيرول، كما تنخفض قوته الكابحة للجذور الحرة على مستوى القولون.

ولعل أهم شيء يمكن أن نذكره في هذا الصدد، هو إهمال هذه الخضرة الواقية والحافظة للجسم من كثير من الأمراض المزمنة، وعدم استهلاكه بالكمية المعقولة، وجل الناس يقدمون على استهلاك الخضر المعهودة وهي البطاطس والطماطم والفلفل والبادنجان، وهي خضر تقل أهميته بالمقارنه مع الجذر الأبيض والكرفس والخرشوف، واستهلاك الجذر الأبيض في المغرب يكاد يكون على شكل مادة لرفع مذاق الكسكس ونكهته فقط، وهو خطأ كبير، فعلى الأقل يجب أن يكون الجذر الأبيض هو الغالب على الخضر. أما بالنسبة للمصابين بأمراض كالسكري وارتفاع الضغط والسرطان والسمنة والشحوم في الدم وأمراض القلب والشرايين، فيجب أن يستهلكوه كمادة أساسية تدخل في العلاج، وبالنسبة للأشخاص الذين لديهم قصور كلوي ويقومون بعملية تصفية الدم، فطبعا كل المواد الغنية بالبوتسيوم لا ينصح بها.


موقع الدكتور محمد فائد

0 التعليقات:

إرسال تعليق