عندما أضطر للخروج للأسواق وخصوصا في الدار البيضاء ، أختار الوقت الذي يكون فيه الإقبال ضعيفا كالصباح مثلا ، أو أياما معينة من الأسبوع لكرهي الشديد للإزدحام والفوضى التي تعرفها هذه الأسواق في الأيام التي يقبل فيها الناس اقتناء بضاعة أرخص ثمنا ..
ويزداد نفوري من هذه الأسواق قبيل عيد الأضحى المبارك ، ليس بسبب الإزدحام فقط بل لسبب آخر، قد لا يعيره آخرون أي اهتمام ...
في الأيام التي تسبق العيد يلجأ الكثير من الباعة المتجولين إلى تغيير بضاعتهم ببضاعة أخرى ، ويلجأ بعض الشباب العاطلين أيضا الى امتهان التجارة ، ومن البضائع الأكثر رواجا التوابل ولوازم المطبخ ...إلا أن أكثر ما يثير انتباهي هو عرض أعداد هائلة من لوازم الذبح والسلخ، وعلى قارعة الطريق لدرجة تثير الخوف والهلع ...!!!
ويزداد خوفي وهلعي إذا نشب خلاف بسيط بين بائعين لهذه العدة ، فما أدراني فقد يتحول الخلاف إلى استعمال الأسلحة المعروضة أمامهما، وهذا ما حدث بالفعل في إحدى المرات حيث تناول أحد البائعين سكينا من الحجم الكبير ، وتناول آخر ساطورا أو شيئا آخر لا أذكره ، فتحول الزقاق إلى حلبة لصراع دموي لا أنساه ...
أتساءل عند حلول كل عيد هل تحتاج الأسر إلى لوازم الذبح كل سنة ؟
وهل يزداد عدد السكان لهذه الدرجة التي تتطلب عرض هذه الكميات المخيفة من الأسلحة البيضاء على ناصية الطريق كل عام ؟
وأين اختفت اللوازم التي اقتنتها الأسر في السنوات الماضية ؟
هل ضاعت أم أن صلاحيتها قد أنتهت ؟
إن ترك بعض الباعة المتجولين، ومنهم منحرفون يعرضون هذه الأدوات الخطرة في الشارع ودون رقابة لأمر يدعو للاستغراب ، فلم يسبق لي أن سمعت من يندد بهذه الظاهرة وكانها لا تشكل أي خطرعلى سلامة المواطنين من مرتادي الأسواق
أليس من الأولى أن تعرض هذه الادوات في دكاكين ومحلات متخصصة ؟
أليس من الأفضل عدم عرضها مع باقي المعروضات وعدم إظهارها إلا لمن يطلبها ؟
أما والحال كما هو عليه الآن، فعلى مرتادي الأسواق قبيل العيد أن يأخذوا الحيطة والحذر ..
أم عبد الرحمان
0 التعليقات:
إرسال تعليق