في كل زيارة للحي الذي نشأت فيه ، أفاجأ بالجديد من الأخبار والمستجدات ، منها ما يسر ومنها ما يحزن ...
ومن الأمور التي لفتت انتباهي في السنوات الأخيرة ، تناقص الإقبال على مؤسسات التعليم الإبتدائي العمومية ، مما أدى إلى إقفال إحدى المؤسسات أبوابها قبل سنة أو أكثر....!!
في هذا الحي توجد ثلات مدارس ابتدائية متقاربة جدا، كانت سابقا تحمل نفس الإسم وتختلف فقط في كون إحداها للبنين ، والثانية للبنات ، والثالثة مختلطة ..
عرفت هذه المدارس تغييرات على مدى السنوات الماضية ، حيث أصبحت كلها مختلطة وغُيرت على إثر ذلك أسماؤها ، وكانت تعرف في السابق اكتظاظا كبيرا، أما اليوم فأصبحت إحدى هذه المدارس خاوية على عروشها ، أما الثانية فتعرف تراجعا في الإقبال عليها يزداد سنة بعد أخرى ، و الثالثة لا أتوفر على أخبار عنها ، وأكاد أجزم أنها هي أيضا تعاني مما تعاني منه مثيلتها ، وقد تقفل عما قريب إحدى المؤسستين أبوابها إذا استمر الحال على ما هو عليه ..
لقد أصبحت إحدى المؤسستين الصامدتين لحد الآن، تعرف فائضا في المعلمين وفصولا دراسية بأعداد تلاميد لا تتجاوز العشرين إلا بقليل ، ولتشغيل المعلمين الفائضين ، أحدث مدير المؤسسة أقساما إضافية للتعليم الأولي ، لكن هذه البادرة لم تلق النجاح المطلوب ، كما يتم ارسال أساتذة آخرين لسد الخصاص في محيط المدينة ..
قد يظن كثيرون أن السبب الرئيس في ضعف الاقبال على التعليم العمومي ، هو تدني مستوى هذا التعليم ، لكن هناك سبب آخر يغيب عن كثيرين ، وهو انخفاض نسبة التزايد السكاني في المدينة على الخصوص..
ومن يدري، لعلنا نصل ليوم تنقرض فيه المدرسة العمومية في المدينة لتقتصر على الأحياء الهامشية والقرى والبوادي ...
ولست أدري ما هو المصير الذي ينتظركثيرا من رجال ونساء التعليم آنذاك ،لا سيما وأن العديد منهم باتوا يفضلون إرسال أبنائهم للمدارس الخاصة ، مما يوحي لباقي الآباء بالاقتداء بهم ، فأهل مكة أدرى بشعابها ..!!
أم عبد الرحمان
0 التعليقات:
إرسال تعليق