من الطرائف المحببة إلى النفوس، التي يكون أبطالها أطفالا ، ولا شك أن العديد منا كان إما بطلا لطرفة ، أو شاهدا عليها ...
أسوق لكم اليوم ما استطعت تذكره من هذه الطرائف .
مع أطفال الثلاثينات من القرن العشرين
يحكي والدي رحمه الله عن طرائف الأطفال في فترة صباه قائلا:
كان الصغار إذا لمحوا رجلين وقورين عند دكان مثلا ، يقومون بالتظاهر بشراء بعض الحاجيات، ثم يعمدون إلى ربط برنسي الرجلين بطريقة ما - البرنس ( السلهام ) لباس يلبس فوق الجلباب- وللمرء ان يتخيل منظرهما وهما ينطلقان في اتجاهين متعاكسين، وكل منهما يجذب الآخر...!!
وأحيانا يقوم الصغار بنشب سلك في برنس أو جلباب أحدهم ،ويتدلى من السلك خيط طويل في آخره جسم معدني ، فإذا انصرف الرجل لحال سبيله يكون لمسيرته دوي مزعج، لا يَعرف أنه مصدره إلا بعد حين ...!!!
العين بالعين..
صعدت أمي مرة لسطح البيت وتركتني أنا وأخي، فأردنا اللحاق بها، وكان أمام الدرج "كانون" من فخار به رماد وبعض الجمر..أسقطتُ الكانون فتهشم وأصاب أخي الرماد الساخن فأحرقه ..صرخ صرخة مدوية ، وأخذ مطرقة كانت هناك فهوى بها على رأسي...!!
الأطفال وكتمان الأسرار..
حدث يوما أن أغلقت والدتي باب البيت، ثم تذكرت أنها نسيت المفتاح في في الداخل ،فلجأت لطلب مساعدة الجيران، فأحضر أحدهم سلما عله يستطيع القفز به إلى البيت من النافذة ،لكن سلما واحدا لم يكن كافيا، فأحضر آخر وربطه بالأول ثم دخل البيت وفتح الباب ..
جمعتنا أمي أنا وإخوتي وأوصتنا ألا نخبر أبي بما جرى، وان نترك لها هي أمر إخباره في الوقت المناسب ..
فلما حضر والدي رحمه الله تلقاه أصغر إخوتي كما يفعل دائما، وقال له: أتعرف يا أبي ؟ إن اردت الدخول إلى البيت من النافذة فلن يكفيك واحد بل إثنان ..!!!
إكرام الضيف ..
جاء رجل ليلا إلى جدي رحمه الله فدعاه لتناول العشاء ، وبما أن أهل البيت لم يكونوا عل علم بقدوم الضيف فقد آثروه بعشائهم ،على أن يهيؤوا لأطفالهم وجبة خفيفة لكن أصغر أخوالي احتج على أمه بالبكاء والعويل وحاولت جاهدة أن تسكته لكنها لم تفلح فقالت له في النهاية لابد أن يتبقى من العشاء شيء ، وآنذاك يمكنك أن تأكل منه ، أما الآن فلا تقرب المكان الذي يتواجدان فيه ...
لكنه لم يقتنع ، فاستغل غفلة أمه ليذهب عند أبيه ويقول له :
أبي إن أمي تقول لكما لا تأكلا الطعام كله ..!!!!
التخطيط للمستقبل...
قال لي أحد أبنائي يوما -وكان سنه حوالي ثلاث سنوات- :يجب أن يغير أبي جميع أبواب غرف البيت عندما أكبر ، فلما سألته عن السبب قال : لأني سأكون وقتها طويلا جدا ولن أستطيع الدخول منها..!!!
عندما تتحول الصلاة إلى سباق ...
جلست الجدة مع أحفادها الذين كانوا يلعبون لعبة السباق ، وكانوا قد وضعوا علامة تشير لمكان الانطلاق، وكان أحدهم يعلن عن انطلاق السباق بالصياح بأعلى صوته: آنافا...!!!(en avant )
حضر وقت الصلاة فاتجهت الجدة نحو القبلة لتؤدي فرضها وعوض ان تكبر قالت :آنافا...!!
أم عبد الرحمان
0 التعليقات:
إرسال تعليق