بعد أن تعرضت في موضوع سابق لطرائف أهل البادية عند زيارتهم للمدينة , أكتب اليوم عن حماقات أطفال أهل المدينة عند زيارتهم للبادية..والحقيقة أن موضوعا وواحدا لا يكفي لحصر هذه الحماقات وسأكتفي بذكر ما يحضرني الآن منها.
تستأثر الحيوانات باهتمام بالغ من طرف أطفال المدينة , وخصوصا منهم القادمين الى البادية لأول مرة , ويعتبر الدجاج أول الضحايا حيث يطاردونه في كل مكان للإمساك بديك مميز , أو كتكوت, أما الخسائر فتختلف حسب يقظة أو غفلة أهل الدار ..
ولا تسلم الحيوانات الأخرى في الحظيرة من هذا الاهتمام, وخصوصا أثناء فترة القيلولة حيث ينام الكبار, فيتسلل الصغارليركبوا ظهور بعض الحيوانات الوديعة , أما الشرسة فيستفزونها بعصي طويلة تضمن لهم السلامة من ردود أفعالها...
وإليكم بعض حماقاتنا أنا وإخوتي:
انتهت العطلة وقررنا السفر الى المدينة في اليوم التالي , فلما علم أحد إخوتي بالأمر بدأ يطارد الدجاج , وكلما أمسك بواحدة ربط رجليها ووضعها في مكان , فلما نهرته أمي وسألته عن السبب قال لها :
ألم تقولي أننا سنسافر غدا؟
لقد ظن المسكين أن الدجاج لا يملكه أحد وأراد أن يأخذ معه أكبر عدد ممكن ...
أما أخي الآخر , وبعد أن فشل في ركوب ظهر حمار , بدأ في استفزازه بعصا طويلة , وأخذ يتفرج على ركلاته ويضحك, لكنه اقترب منه في إحدى المرات أكثر من اللازم فأصابته ركلة لن ينساها مدى الحياة ...
ومن التجارب التي لا تنسى , تذوقنا بعض الأشياء والتي حذرنا منها أهلنا ا لمرارة طعمها , لكننا لم نقتنع وصممنا أن نجرب بأنفسنا..
صورة لنبات الحنظل
لاحظوا تشابهه الشديد مع البطيخ!!
*كثيرا ما نسمع عن الحنظل( الحدجة بالعامية) ومرارته فيقال عن شيء للمبالغة في مرارته " أمر من الحنظل "هذا الحنظل تذوقناه لتشابه شكله الخارجي بالبطيخ ( الدلاح) وكنا نظن أنه حجمه سوف يكبر ويصبح بطيخا..
*كنا نتابع عن كثب مراحل تحضير زيت الأركان وعند الوصول الى مرحلة العصر والتي يفصل فيها الزيت عن شوائب اخرى تسمى "تازكمونت " , يسيل لعابنا بسبب رائحة الأركان الشهية وبما أننا تذوقنا الزيت , كنا نتصور أن "تازكمونت" لا تقل لذة عن الزيت , كما كنا نلاحظ كيف كانت البقرة تلتهمها بنهم أما نحن فممنوعونمنها, لماذا ؟ الله أعلم...
وفي إحدى المرات انتهزنا فرصة غفلة المرأة التي تعصر الزيت وخطفنا قلينا من هذه العجينة الشهية وتذوقناها ..وما لبثنا أن طرحنا ما أكلناه لمرارته الفظيعة.....
نفس الحكاية تكررت مع أولادي وكأن التاريخ يعيد نفسه !!
ومن الطرائف التي حدثت مع أولادي , أذكر ما حدث لسلحفاة مسكينة , فبمجرد أن أخرجتُ دلوا من الماء من البئر , وضع فيه أحد أولادي سلحفاة ظنا منه أنها ستسبح في ماء الدلو مثل سلحفاة البحر ...
وأذكر أيضا أن أحد أولادي أهدته إحدى قريباتي دجاجة, وعندما أردنا السفر للعودة الى المدينة , أقنعناه أن يتركها هناك ,على أن يرسلوا له بيضها , وعند عودتنا اتصل بنا خالي للإطمئنان علينا , فبادره ولدي بالسؤال عن دجاجته قائلا : واش ولدت الدجاجة ؟مما جعل خالي ينفجر من الضحك..
أم عبد الرحمان
0 التعليقات:
إرسال تعليق