أخذت مقعدي في الحافلة ، وجلس شاب إفريقي أنيق في المقعد الموجود أمامي مباشرة ...
عند توقف الحافلة في إحدى المحطات ، وقف الشاب يريد مغادرتها، فلفت انتباهي محاولته اخفاء شيء ما في جيب سرواله، ثم سرعان ما سحبه لإخفائه في جيب سترته..لكن جزءا صغيرا منه ظهر لي ..إنه الموس القاطع..
متوفر في المكتبات، حيث يعتبر من لوازم مادة التربية التشكيلية، ويستعمل لتقطيع أوراق الرسم للحصول على مقاسات معينة ،كما يستعمله التلاميذ عوض منجرة الأقلام ،وكثيرا ما ألاحظ أن بعض التلاميذ لا يحضرون أدوات الكتابة الضرورية ،لكنهم لا يستغنون عن الموس القاطع فهو دائما معهم ...يهددون به زملاءهم ويقطعون به ملابس وأغراض بعضهم البعض ،وقد حدث قبل سنوات في المؤسسة التي أعمل فيها شجار بين تلميذين استعمل فيه أحدهما هذا "السلاح" ، فجرح زميله في خده جرحا عميقا ظهرت منه أضراسه ..
لست أدري لماذا يصر أساتذة مادة التربية التشكيلية على أن يتوفر كل تلميذ على هذه الأداة الحادة والخطيرة ؟
ولماذا لا تصادر من المكتبات ؟
ولماذا لا يقتصر استعمالها على المدرسين فقط ؟
ولماذا لا يتم توفير أوراق الرسم بمختلف الأحجام في المكتبات ؟
أسئلة عديدة تتبادر الى ذهني كلما بدأت السنة الدراسية وخصوصا عندما ألمح كلمتي" الموس القاطع " في لائحة لوازم مادة التربية التشكيلية..
ترى ماذا يصنع الشاب الإفريقي الأنيق بالموس القاطع ..؟
أترك لكم الإجابةعلى هذا السؤال
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أم عبد الرحمان
0 التعليقات:
إرسال تعليق