اسمه الشيخ محمد بن عبد السلام بن المهدي المزكلدي، ومعروف بين الناس بالشيخ المهدي، نشأ هذا الشيخ المجاهد في قبيلة تعيش في منطقة وزان ناحية سيدي قاسم بالمغرب، وقد استهل حياته العلمية بحفظ القرآن وتجويده على رواية ورش، ثم التحق بجامعة القرويين حيث درس العلوم الدينية واللغوية، وكُلِف أثناء ذلك بحفظ أشعار المشارقة كالمتنبي، وأبي تمام، والبحتري وأبي العلاء المعري وقد استظهر كتب ابن مالك كالألفية في النحو، ومؤلفات ابن هشام كمغني اللبيب في قواعد العربية، وشرح حروف المعاني، كما درس بطريقة التلقي والرواية كتاب الخليل الكبير في فقه مالك، وصحيح مسلم في الحديث، وكتاب الموطأ الذي هو من تأليف الإمام مالك، صاحب المذهب الفقهي الذي يعتنقه جميع عرب المغرب بلا استثناء.
ولما ثار الأمير عبد الكريم الخطابي، على الاستعمار الفرنسي، والإسباني، انضم الشيخ مهدي إلى تلك الحركة التحررية، وانضوى تحت لوائه. وقد كان ذا حظوة عليه طيلة السنوات الأربع التي حرر فيها الأمير عبد الكريم جميع البلاد المراكشية من جنود الاحتلال، فلما عاد الاستعمار الفرنسي والإسباني إلى مراكش سنة 26 وأسر الأمير عبد الكريم، خرج الشيخ مهدي مهاجراً إلى بلاد المشرق واستقر به المطاف في بيت المقدس، حيث ولاه المجلس ُالأعلى الإسلامي إدارةَ شؤون أوقاف حارة المغاربة، وسكن الحارة المذكورة في منزل بإزاء سور المسجد الأقصى، على مقربة من حائط البراق (المبكى) الذي كان وما زال يؤمه اليهود على اختلاف مذاهبهم الملية ونزعاتهم الدينية يبكون وينتحبون.
الشيخ المهدي يتوجه لغرفته في صحن قبة الصخرة المشرفة
وقد اشترك الشيخ مهدي في التحريض على الثورة التي اندلعت شرارتها من المسجد الأقصى سنة 1929 إذ كان الشيخ مهدي وغيره من علماء الإسلام قد وقفوا يخطبون الناس في يوم الجمعة إثر أداء الصلاة ويحضونهم على الثورة ضد الصهاينة والإنجليز وقد اندفع في ذلك اليوم الشيخ مهدي من رحاب المسجد الأقصى على رأس جماعة من سكان باب السلسلة وحارة المغاربة إلى حي اليهود بالقدس القديمة فقتلوا عدداً غير قليل ممن وقع في أيديهم من الصهاينة الدخلاء، وفي اليوم التالي اعتقل الشيخ مهدي ووضع في سجن المسكوبية بظاهر سور القدس جنوب غرب الهوارة، وقد لبث في السجن بضعة أشهر ثم أطلق سراحه بعد أن أكثر السيد موسى كاظم من بذل المساعي والاتصال لدي المندوب السامي، عند الإفراج عنه طالبه الإنجليز بأن يقسم على المصحف أن لن يعود إلى تحريض الناس ضد اليهود ولكنه أبى وأمتنع وقال لهم في صراحة وشجاعة ورباطة جأش منقطعة النظير أن الجهاد فرض عين على المسلمين إذا ما حل بدار الإسلام احتلال أو استعمار أو وقع عليها أي لون من ألوان العدوان.
وفي ثورة 1936 اشترك في المعارك التي كان يخوضها المجاهدون بقيادة الشيخ سعيد العاص في جبال القدس والخليل ويقال أنه كان على مقربة منه حينما وقع شهيداً بفعل رصاص الأعداء في قرية حوسان.
ولما ألف السيد شكيب قطب جماعة الفدائيين الذين قاموا بإغلاق مدينة القدس سنة 1937 كان الشيخ مهدي يقود إحدى مجموعاتهم التي كانت تعسكر عند باب الشهباء المؤدي إلى جبل صهيون، وقد ظل على ذلك الحال 40 يوماً ثم قررت حكومة الانتداب أن تستولي على القدس القديمة بالقوة والعنف فأرسلت نحو ستة آلاف جندي مسلحين بالمدافع الرشاشة والبنادق سريعة الطلقات وبالقنابل والمتفجرات، ولما لم يكن الفدائيون يملكون غير المسدسات وبعض البنادق العتيقة وقد نفد ما لديهم من ذخيرة، فقد انسحبوا أمام الإنجليز وكان في مقدمة المنسحبين شكيب قطب نفسه أما الشيخ مهدي فإنه قد ظل حيث هو يطلق النار تجاه جموع عساكر الإنجليز من خلف أحد الجدران حتى نفذت ذخيرته ولولا أن أخذه الشيخ عارف الشريف إلى منزله حيث أخفاه هناك عن أعين الإنجليز لأسروه أو قتلوه ولكن الله سلم إذ قدر له أن يعيش حتى عام ثمانية وستين، ثم فاضت روحه إلى بارئها وهو يتلو القرآن في مدينة عمان بالاردن بتاريخ 15/ رمضان عام 1968 وهو ومدفون في مقبرة سحاب بعمان.
وقد قال الذين اجتمعوا به في أخريات حياته إنه كان يأسف على نجاته من رصاص الإنجليز، إذ كان يود أن يظفر بالشهادة أسوة بسلفه المجاهدين من أمثال الشيخ سعيد العاص، وعبد الرحيم وعز الدين القسام.
عائلة الشيخ المهدي
زوجته :
المرحومه خيريه صادق المغربي توفيت في ليبيا عام 1974 ومدفونة في طرابلس الغرب
ابنائه:
1 -المرحوم محمد عبد المهدي المغربي ، توفي في عمان بتاريخ 2/3/2007 ومتزوج من زوجته الاولى المرحومه سهام ابراهيم المغربي، وزوجته الثانية وتعيش في عمان وتدعى سناء يعقوب ابو زعرور
2- رحمة الحاج محمد المهدي ارملة المرحوم محمد سليمان دسوقي وتعيش في طرابلس - لبنان ولها اربع ابناء وبنت واحدة وابنائها هم: سليمان ومهدي واحمد ناصر ووائل وسوسن.
3- عبد السلام محمد المهدي متزوج من اكرام ويسكن عمان - الاردن
4- فاطمه محمد المهدي المغربي ارملة المرحوم ابراهيم حسن المغربي ولها اربع بنات وولد واحد وهم : نادرة ورنده وسميره وسناء وخليل
5- المرحوم عبد الله محمد المهدي توفي في تونس ودفن فيها
6- محمود محمد عبد السلام المهدي وزوجته نفيسه حسن علي المغربي وابنائه هم : ربيع ورامز ومهدي ورحمه وحسن وهم سكان القدس - ابو ديس.
0 التعليقات:
إرسال تعليق