لحوم الدجاج البري (البلدي)

يقول الدكتور محمد فائد:

لو سألونا عن حمية لأصحاب العمليات الجراحية لنصحناهم بلحوم الدجاج البري أو البلدي. وليس هناك وجبة تعوض الجسم ما ضاع من الحديد والأملاح المعدنية والبروتينات إلا الدجاج البري.

تعتبر لحوم الطيور نوعا من المواد الغذائية الحيوانية، وتتنوع كذلك هذه اللحوم لتشمل العديد من الطيور الداجنة وهي الدجاج والبط والحجل والديك الرومي والحمام والطيور الوحشية التي يصيدها الإنسان بشتى الوسائل. وتعتبر الطيور من أجمل مخلوقات الله الحية على سطح الأرض، وأكثرها انتشاراً في معظم مناطق العالم ولا تكاد توجد منطقة إلا وفيها طيور؛ وقد ساعدتها قدرتها على الطيران في الانتشار فلا يعوقها جبل ولا بحر، حتى أصغرها حجماً يمكنه أن يقطع المحيط بدون توقف. وعالم الطيور فيه كذلك مجال واسع للدراسات والعبرة، وما أكثر ما يمكن أن ينتفع به الإنسان في الأكل والتداوي والتزيين كالريش. وقد يتيه المرء وهو يصف العدد الشاسع للطيور والتنوع الهائل من الطيور، فمنها المائية والجبلية والطيور الصحراوية كالنعامة والطيور المهاجرة وما إلى ذلك. ويقول تعالى في شأن هذه اللحوم في سورة الواقعة "ولحم طير مما يشتهون" فخص هذا النوع من اللحوم بالشهية، وهو ما يبين جودة عالية خصوصا بعض الطيور المعروفة بذلك كطيور الصيد والحمام والنعام وهو ما أثبتته الدراسات الحديثة في علم التغذية.

ونظرا لكثرة الحركة عند الدجاج وطبعا نتكلم عن الدجاج البري الطبيعي، فإن لحومه لا تحتوي على كوليستيرول وشحوم بكثرة، كما يصنف لحم الدجاج مع اللحوم الحمراء، ونعلم في علم اللحوم أن العضلات الحمراء تتكون من خلايا حمراء ذات نشاط قوي واستقلاب هوائي نظر وتمتاز الخلايا الحمراء بهذا النوع من الاستقلاب لتحرق كل الطاقة التي تصلها بدل أن تخزنها على شكل شحوم، ويستدعي الاتقلاب التأكسدي أو الهوائي عند العضلات الحمراء كمية هائلة من الأوكسايجين لتتم عملية الحرق، ويقوم الدم بنقل هذا الأوكسايجن عبر الهيموكلوباين، وهو ما يعطي للحوم الدجاج البري لونا أحمر، ونعلم كذلك في علم التغذية أن ارتفاع نسبة الهيموكلوباين يعني ارتفاع نسبة الحديد باللحوم وهو ما يطبع لحوم الدجاج البري، فهو أول مصدر للحديد الغذائي السهل الامتصاص، والذي يعوض مباشرة أي نقص في الحديد عند الإنسان وكذلك يعوض النقص الحاصل فيا الهيموكلوباين.

أما عن بروتينات الدجاج البري فهي من النوع الممتاز، من حيث يكون أغلبها من الوزن المتوسط السهل الامتصاص ليغذي الجسم بسرعة، وتقل الشحوم في لحم الدجاج البري بينما يكون على أقل مستوى من السكريات بالنسبة للحوم الأخرى كالخرفان والبقر. ويمتاز لحم الدجاج البري بالأملاح المعدنية، ومنها الحديد والكالسيوم والفوسفور والمانغانيز.

ويوصف لحم الدجاج البري بعد العمليات الجراحية التي يضيع فيها الدم بكثرة، وكذلك للنساء البالغات مرة في الأسبوع لأنه يقي من العوز في الحديد الذي قد ينتج عن الدورة الشهرية، وهو اللحم الوحيد الذي يصلح للمرأة الواضع والطفل بعد الخثان، ويعوض الحديد والبروتينات بالنسبة لأصحاب النزيف الدموي، ويقي من الكوليستيرول وبذلك يكون اللحم الوحيد إلى جانب لحم الإبل والنعام الصالح لأصحاب السكري، وارتفاع الضغط، وارتفاع الكوليستيرول والشحوم بالدم، ويوصف كذلك لأصحاب الشلل النصفي والمصابين بالصرع ويحد من هشاشة العظام، وينشط الدورة الدموية ويسهل العادة الشهرية عند النساء، كما يضبط جل الهرمونات بما في ذلك الهرمونات التناسلية عند النساء، ولذلك ينصح بتناول الدجاج البري أو باللغة المحلية الدجاج البلدي، مرة في الأسبوع بالنسبة للنساء.

ويساعد الدجاج البلدي على النمو بالنسبة للأطفال لأن الحديد والأملاح الأخرى إلى جانب الفايتمينات يساعد الأطفال على النمو ويزيد في الطول، وننصح بالدجاج البلدي للأطفال مرة في الأسبوع على الأقل ويستحسن أن يكون أكثر بالنسبة للأعمار بين الرابع والثاني عشر وهي الفترة التي يتم فيها تكامل الأعضاء وظهور الصفات الثانوية عند الذكور من حيث تنشط الهرمونات الجنسية عند الطفل، فيكون البلوغ الجنسي كاملا ونشيطا، وتضبط الهرمونات الجنسية عند الإناث كذلك من حيث لا يكون هناك اضطراب في العادة الشهرية من حيث لا تتعطل كثيرا ولا تنقطع بعد الظهور.

ونلاحظ ظهور اضطرابات في العادة الشهرية عند البنات، وربما يلجأن إلى استعمال هرمونات منشطة كالبروجيستيرون أو هرمون منع الحمل وهي كارثة العصر لأن هذه الهرمونات تنعكس على وظائف أخرى في الجسم وقد تنعكس على فايزيولوجية الجسم كارتفاع الضغط. وتعتبر الطيور البرية أو الوحشية من أسمى اللحوم بالنسبة للهرمونات التناسلية، ولحوم الطيور الوحشية تساعد على ضبط هذه الهرمونات وعلى تنشيطها وبذلك يكون نمو الأعضاء متكاملا ومتجانسا بدون أي خلل.


موقع الدكتور محمد فائد