الأحد، 5 يوليو 2009

برامج الطبخ..لخدمة المرأة أم لأهداف أخرى؟

أثناء متابعتها لإحدى حلقات برنامج طبخ علقت إحدى النساء قائلة:
ما ذا تريد هذه هل تريد بيع الأواني أم تعليمنا كيف نطبخ؟

وملاحظة هذه المرأة البسيطة وغير المتعلمة في محلها، ولا يفلت منها أي برنامج طبخ في مشارق الأرض ومغاربها..
فمثلا، لخفق بيضة واحدة أو اثنتين يأتي الطباخ بآلة ضخمة يشغلها بالتيار الكهربائي، ويحدث بها ضجيجا، ألا يمكن أن تنجح هذه الوصفة إذا خفقنا البيضة باليد كما نفعل في بيوتنا؟
وستجد المرأة نفسها بعد إعداد وصفة بسيطة أمام عدد كبير من الأواني التي تحتاج إلى تنظيف، والتي كان بالإمكان التقليل منها لربح الوقت والجهد...
فهل تخدم هذه البرامج المرأة بالفعل أم أنها واجهة للمحلات الكبرى، تروج من خلالها آخر المستجدات في عالم أواني المطبخ، وأصناف من المواد المستخدمة لإعداد الوصفات لم تكن معروفة من قبل...
العديد من النساء يراسلن معد البرنامج للاستفسار مثلا عن المكان الذي يمكنهم أن يشترين منه آنية أو آلة أو مادة ما، ويظهر ذلك من خلال إجاباته على استفساراتهن المباشرة، وأحيانا ينبه لذلك أثناء بثه لبرنامجه، وهذا يذكرني بإحدى الشركات المنتجة لأواني بلاستيكية، والتي كانت تقيم شبه حفلات تستدعى لها النساء وتأتي إحدى ممثلات الشركة -وتسميها النساء "مدام ميكا"- لعرض منتوجات الشركة بطريقة تجعل الكثيرات يخرجن وقد وضعن طلبات بشراء "البلاستيك" بإثمان خيالية...!!
تعتبر النساء من أهم أهداف شركات الإشهار والإعلان، فهن أسرع تصديقا وتأثرا بما تبثه الإعلانات، كما أن شغف الكثيرات بالموضة في كل المجالات حتى في الطبخ وأوانيه يجعلهن أسيرات لهذه الشركات، وإلا فسوف يُعتبرن خارج الحضارة حسب قناعاتهن...
ولنعد إلى هذه البرامج، فقد تردد على ألسنة الكثير من النساء أن الوصفات لا تنجح في الغالب، بسبب عدم الدقة في المقادير أو في طريقة التحضير، وأظن أن من لهم إلمام بالطبخ يستطيعون أن يكتشفوا إن كانت الوصفة المقدمة قد اجتهد فيها معدها أم أنه عَمَلٌ لسد الفراغ في الحلقات...
إن إعداد وصفة في الأسبوع أمر يحتاج إلى مجهود كبير، ونحن نشاهد حلقات يومية...!!
فهل يستطيع معد هذه الحلقات أن يكون ملما إلماما تاما بما يقدمه...؟ لا أظن...
إن هؤلاء الطباخين مطالبون بالجديد في كل ظهور لهم لجلب المشاهد، وأظن أنهم لن يستطيعوا أن يقدموا في كل حلقة نفس المستوى، كما أنهم مطالبون بالظهور لعرض هذه الأواني والمواد... وهذا لا محالة سيؤثر على جودة ما يقدمونه مع الوقت...
وقد فطنت المذيعة الشهيرة شميشة لهذا الأمر منذ زمن، وعالجته بإعداد حلقات خاصة من البادية المغربية، ومن بعض المدن العتيقة، وهي من أحب حلقات برامجها إلى نفسي، وأظن أن كثيرين يتابعون هذه الحلقات على الخصوص، لما تتضمنه من كنوز في مجال الطبخ وأسراره، ويكمن نجاح هذه الحلقات في استدعاء المذيعة لخبيرات في الطبخ تستفيد منهن وتفيدنا أيضا نحن معشر النساء..فتحية تقدير لشميشة

أحيانا أتساءل مع نفسي لو قمنا بتحضير ولو وصفة في الأسبوع من هذه الوصفات فهل سنجد الوقت لتحضير الوصفات الأخرى، و ما مصير ما تعلمناه من أمهاتنا مع كثرة متابعة هذه البرامج وتطبيق ماجد فيها...؟
إننا معشر النساء في مقابل حرصنا على تعلم الجديد ومواكبة المستجدات، مطالبات أيضا بترسيخ ما تعلمناه من أمهاتنا بل وتوريثه للأجيال القادمة حتى نساهم في تنمية عالمنا القروي المصدر الرئيس لعناصر وصفاتنا الأصيلة والصحية...


أم عبد الرحمان

0 التعليقات:

إرسال تعليق