الأحد، 5 أبريل 2009

اللهم أعط منفقا خلفا


كثيرا ما كانت جدتي رحمها الله تصورالرزق والإنفاق بطريقة جميلة فكانت تقول: "الأرزاق ثلاثة، واحد في الكف وآخر على الكتف وآخر في السماء، فإذا أنفقتَ ما في كفّك نزل إليها رزق الكتف، ثم ينزل رزق السماء على الكتف، أما إن أمسكتَ ما في كفّك فإنك تحبس بذلك رزق السماء"
هذه الصورة تذكّر بحديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه: {ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً ويقول الآخر اللهم أعط ممسكاً تلفاً} [متفق عليه].
لم تكن جدتي تحفظ الأحاديث، ولم تكن تفهم منها شيئا، لكن احتكاكها في زمن شبابها بوسط عرف بحبه للعلم والعلماء جعلها تستفتي من تعرفهم من العلماء في أمور الدين، ولا أظن هذه الصورة التي كانت تحكيها إلا من التفسيرات السائدة آنذاك..
لم تكن تروي ما ذكرتُه فحسب، بل كانت تطبق ما فهمَتْه عن الإنفاق وبدون تردد، وكانت جاراتها وصويحباتها يعرفن ذلك... فيكفي مثلا أن تُظْهر إحداهن إعجابها بثوب من ثيابها أو خاتم لتجيبها على الفور: هل أعجبك؟ أناشدك الله أن تأخذيه..وكلما لامها أبناؤها على ذلك كانت تقول: "ما أنفقت شيئا إلا عوضني الله خيرا منه.."
عندما توفيت رحمها الله، فتح أبناؤها صندوقها الخشبي العتيق فلم يجدوا فيه إلا بعض الثياب البالي,، وأشياء أخرى غير ذات قيمة..
أسال الله العلي القدير ان يتقبل منها ومن جميع المنفقين في سبيله من أموالهم وأوقاتهم وجهدهم...

اللهم آمين


أم عبد الرحمان

0 التعليقات:

إرسال تعليق