يقرن شهر رمضان في أذهان كثيرين بالأكل، فهو شهر الحريرة وأنواع من الحلويات والفطائر وأصناف أخرى من المأكولات، ويجتهد البائع والمستهلك على السواء في اقتناء كل ما يستلزم من مواد لتحضير الوصفات الرماضانية، فصار الاستعداد لهذا الشهر الكريم يكون بتحضير وتوفير المزيد من الأكل، عوض أن يكون فرصة للاقتصاد والتوفير..
فالمفروض أن الاستهلاك في رمضان يجب أن يقل لطول فترة الصيام، بحيث لا يبقى أمام الصائم إلا فترة قصيرة بعد آذان المغرب عليه أن يأكل فيها ويشرب ويصلي وينام ليستعد ليوم صيام جديد يبدأ بعد الفجر..
لقد أصبحت موائد الافطار الرمضانية تحمل من أصناف الطعام ما لم نكن نعرفه فيما قبل، فنجد مثلا على المائدة الواحدة الحريرة وأصناف الحلوى الرمضانية والتمر والحليب والعصائر وأنواع من الفطائر والخبز والبيض والجبن، بل وحتى السمك ومن الناس من يتناول الشواء أو الطاجين عند إفطاره..!!! والله على ما أقول شهيد..
كيف ستكون معدة جمع فيها صاحبها العصير والبيض والحريرة والسمك..هذا مثال فقط ويمكنكم أن تتخيلوا أمثلة أخرى
وتأتي الاعلانات التجارية ومنذ شهر شعبان لحث المواطن للمسارعة إلى التزود بمواد تحضير وصفات رمضان، وتأتي نشرات الأخبار لتطمئن المواطن على أن كل شيء متوفر في السوق فلا داعي للقلق، فلن تموتوا من الجوع في رمضان..
أما بعض المواد كالطماطم والبقدونس والكزبرة والكرفس والحليب فتعرف ارتفاعا في الأسعار أو ندرة في الأيام الأولى من رمضان، وينتاب البعض من الناس خوف من عدم التمكن من الحصول عليها لأن الحريرة في رمضان شبه مقدسة عند الكثير من العائلات، وقد يغضب رب البيت أو الأولاد إن لم يجدوها تزين المائدة....
إن هذا الشهر الكريم فرصة لا تعوض لمن أراد أن يطبق حمية غذائية وهذا ما يدعو له كثير من المختصين في التغذية، حيث أنهم ينصحون باستغلال فرصة رمضان للتخلص من السموم المتراكمة في الجسم طيلة السنة، أو لمعالجة بعض الأمراض..
شهر رمضان شهر خير ويمن وبركات فعلا، ولكن ليس بالمفهوم السائد، فبركات هذا الشهر تعود على جسم الانسان وروحه معا ليجد نفسه في يوم عيد الفطر قد صح بدنه وغفر ذنبه...
وكل رمضان وأنتم بخير....
أم عبد الرحمان
الاثنين، 24 أغسطس 2009
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات:
إرسال تعليق