الأحد، 24 مايو 2009

إلى المتميزين فقط..!!


هذه الكلمات إهداء للمتميزين في أي مجال وأين ما كانوا، وهي خلاصة تجربة شخصية لا أقصد من ورائها تزكية نفسي واتهام الغير، بل تسليط الضوء على سلوكيات منتشرة بيننا وتعتبر من أهم العوائق أمام من اختاروا التميز....

دخل أبي يوما البيت وهو يبتسم فقال لي: التقيت اليوم فلانا، وأخبرني أن ابنته ساعدتك أثناء تحضيرك للامتحان، وكانت سببا في نجاحك وتفوقك، فقلت له: وبماذا أجبته، فقال رحمه الله: لا شيء...فأنا أعرفك جيدا، وليقل هو وابنته ما شاءا..
هذه واقعة واحدة من بين أخريات أذكر منها ما حدث لي في السنة الخامسة ابتدائي، فقد تلقيت من أستاذ اللغة العربية توبيخا لا أنساه عندما ناولني دفتر الإمتحان الذي حصلت فيه على نقطة سيئة، لم أدر وقتها بم أجيب، فقد كنت أنتظر نقطة جيدة سيما وأن التصحيح الذي أنجزناه مطابق لأجوبتي، أفقدتني صدمتي التركيز وانشغلت بأمر النقطة السيئة أكثر من انشغالي بمراجعة أجوبتي، فوضعت الدفتر في محفظتي وانصرفت...
وبعد أيام أدركت أن ماحصل لي هو بفعل فاعل، فقد تسللت إحدى التلميذات إلى القسم وأخذت دفتري وغيرت إجاباتي، وقد كان لون المداد الذي استعمَلَتْهُ أفتح من لون مداد ريشتي، أما طريقة كتابتها لبعض الحركات التي أضافتها في قطعة الشكل فكانت مختلفة تماما عن طريقتي..وأنا اليوم لا ألوم الأستاذ فقد صُدم وهو يقرأ إجابات تلميذة من أنجب تلاميذه، الشيء الذي جعله لا يركز على اختلاف لون المداد، ولا على اختلاف الخط...
أما في مستوى الرابعة إعدادي ففي يوم من أيام الامتحان الموحد، مر أحد أساتذتي بالقسم الذي أمتحن فيه فسلم علي ومضى، فسمعت بعد ظهور النتيجة من يقول أن الأستاذ الفلاني هو الذي أمدني بأجوبة مادة الرياضيات...!!
كنت ولا زلت أعامل أمثال هؤلاء بالتجاهل، وعدم الرد على سخافاتهم، فالرد عليهم إرضاء لغرورهم، ونوع من التأكيد لأكاذيبهم، وأدع الأمور للأيام فهي الكفيلة بدحض ادعاءاتهم وأقاويلهم...
إن المرء عندما يعمل في جماعة، وعندما يكون عمله محط انتقاد او لنقل محط تقييم، فلا بد ان يبتلى الناجحون والمتميزون والمبدعون بنماذج من البشركالتي ذكرت او أسوأ، وأنا لا أستغرب وجود هذه النماذج فهي بالنسبة لي مقياس لتفوق وتميز أي عمل، والذي يجب أن يستغرب له بحق هو وجود عمل ناجح في غياب المعوقين..!!!

أم عبد الرحمان